المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  | اتصل بنا

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

آراء و مقالات

الدولة الرشيدة هي صمام أمان للتدين الرشيد , والعلاقة بين الدين والدولة ليست علاقة عداء ولن تكون , إن تدينا رشيدًا صحيحًا واعيًّا وسطيًّا يسهم وبقوة في بناء واستقرار دولة عصرية ديمقراطية حديثة تقوم على أسس وطنية راسخة وكاملة , وإن دولة رشيدة لا يمكن أن تصطدم بالفطرة الإنسانية التي تبحث عن الإيمان الرشيد الصحيح , على أننا ينبغي أن نفرّق وبوضوح شديد بين التدين والتطرف , فالتدين الرشيد يدفع صاحبه إلى التسامح , إلى الرحمة , إلى الصدق , إلى مكارم الأخلاق, إلى التعايش السلمي مع الذات والآخر , وهو ما ندعمه جميعًا , أما التطرف والإرهاب الذي يدعو إلى الفساد والإفساد , والتخريب والدمار , والهدم واستباحة الدماء والأموال , فهو الداء العضال الذي يجب أن نقاومه جميعًا وأن نقف له بالمرصاد, وأن نعمل بكل ما أوتينا من قوة للقضاء عليه حتى نجتثه من جذوره. وفي هذه المعادلة غير الصعبة يجب أن نفرق بين الدين الذي هو حق…
التجديد في الفكر الإسلامي لازمة من لوازم شريعتنا السمحة لا يمكن أن ينفك عنها، ولا يمكن للشريعة أن تساير حاجات الناس وتواكب متطلباتهم من دونه، فالأحكام المحسومة التي لا تقبل التغيير ولا التبديل في الشريعة الإسلامية قليلة جدا؛ حيث تكاد تنحصر في أركان الإسلام وبعض المحرمات المحدودة، وفي المقابل نجد أن ما لا يُحصى من فروع الشريعة الإسلامية مرن يقبل التطويع ليناسب زمان الناس وأحوالهم. ونظرة عجلى إلى تاريخ التجديد والمجددين في الفكر الإسلامي تظهر لنا اتفاق العلماء على أن مجدد القرن الأول هو الخليفة عمر بن عبد العزيز، ويتفقون كذلك في أنه يأتي على رأس القرن الثاني الإمام الشافعي، ثم يختلفون بعدهما هل كان على رأس كل قرن مجدد واحد أو أكثر من مجدد، وإن كان ثمة اتفاق على أن التجديد في الفكر الإسلامي لم ينقطع في عصر من عصور الإسلام قديما وحديثا حتى انتهى إلى الشيخ شلتوت، ومصطفى الزرقا، وعلي الطنطاوي، والدكتور أحمد الشرباصي، مرورا بالشيخ محمد عبده…
الخميس, 16 شباط/فبراير 2017 11:20

أهل الجنة لهم ما تشتهيه أنفسهم

(أهل الجنة لهم ما تشتهيه أنفسهم رجالا كانوا أو نساء لا فرق) الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد؛ فإن البعض يتلقف ما تردده بعض أبواق الاستشراق، ومندوبوهم من أبناء جلدتنا من زعزعة مكانة القرآن من نفوس أبنائه عن طريق إثارة بعض الشبهات، منها على سبيل المثال: القول بأن القرآن ينحاز للرجل في ترغيبه بالحور العين دون التفصيل في ترغيب المرأة بنحو ذلك! وللجواب على ذلك أقول - وبالله التوفيق: إن الله جل وعلا قد ضمن الحياة الطيبة على تمامها لأهل الجنة رجالا ونساء، فما تشتهيه أنفسهم سينالونه، ولكن الله سبحانه جعل غاية رغبة المرأة في الجنة هو أن تكون مقصورة على زوجها، تراه قمة النعيم، لا ترى شيئا في الجنة من النعيم يعدل نعمة زوجها عليها كما جاء في الحديث حيث تقول له: " ما رأيت أحسن منك"!! كيف لا تشعر أنها في قمة السعادة مع زوجها الذي جعله الله…
إن مصطلح الأقلياتِ المسلمة وافد على ثقافتنا الإسلامية، وقد تحاشاه الأزهر فى خطاباته، وفيما صدر عنه من وثائق وبيانات؛ لأنه مصطلح يحمل فى طياته بذور الإحساس بالعزلة والدونية، ويمهد الأرض لبذور الفتن والانشقاق، بل يصادر هذا المصطلح ابتداء على أية أقلية كثيرًا من استحقاقاتها الدينية والمدنية، وفيما أعلم فإن ثقافتنا الإسلامية لا تعرف هذا المصطلح، بل تنكره وترفضه، وتعرف بدلًا منه معنى المواطنةِ الكاملةِ كما هو مقرَّر فى وثيقة المدينة المنورة. إن المواطنةَ – فى الإسلام - حقوق وواجبات ينعم في ظلالها الجميع، وفق أُسس ومعاييرَ تُحقِّق العدل والمساواة: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ «لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، فالمواطن المسلم في بريطانيا - مثلًا - هو مواطن بريطانى مواطنة كاملة في الحقوق والواجبات، وكذلك المسيحىُّ المصري هو مواطن مصرى مواطنة كاملة فى الحقوق والواجبات، ولا محل مع هذه المواطنة الكاملة لأن يوصف أى منهما بالأقلية الموحية بالتمييز والاختلاف في معنى المواطنة. وفى اعتقادي أن ترسيخ فقه المواطنة بين…
أشرت في مقالة سابقة إلى أن الطلاق البدعي هو أن يطلق الزوج زوجته في أثناء حيضها، ومثله النفاس الذي يكون بعد الولادة، أو في طُهر جامعها فيه، وهذا يتنافى مع ضوابط الطلاق الصحيح التي منها أن يكون الطلاق في حال طُهر المرأة الذي لم يحدث فيه جماع، ومن ثم فإن أراد الزوج أن يطلق زوجته فعليه التأكد من أمرين: أنها ليست حائضًا، وأنها منذ طهرت من حيضها لم يعاشرها معاشرة الأزواج، ما لم تكن حاملًا؛ فله عندئذ أن يطلقها متى أراد من غير تربص، وهذا القدر متفق عليه بين الفقهاء؛ لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ»، والمراد هو طلاق المرأة في طُهر لم يجامعها فيه زوجها؛ حيث تلا النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية بعد أن رفع إليه سيدنا عمر بن الخطاب ما فعله ابنه عبد الله - رضي الله عنهما – وهو تطليقه زوجته في أثناء حيضها، فقال النبي -…
الثلاثاء, 07 شباط/فبراير 2017 09:48

مشكلة اللاجئين في إفريقيا- راوية توفيق

تُعد مشكلة اللاجئين في إفريقيا ‏إحدى مشكلات القارة الرئيسة، وقاسماً مشتركاً بين ‏معظم الدول الإفريقية، وهي تضيف لأزمات الهوية والشرعية مشكلة أخرى من مشكلات النّظم السياسية الإفريقية، كما أن لها تأثيرات إقليمية تتجاوز حدود كلّ دولة إفريقية. وقد تزايدت أعداد اللاجئين في إفريقيا بشكل سريع، فقدّر عددهم عام 2003‏م بحوالي 3.2 ‏ملايين لاجئ، وبرغم أن سكان إفريقيا لا يمثّلون سوى حوالي 12% من سكان العالم؛ فإنهم يمثّلون حوالي 32% من لاجئي العالم البالغ عددهم حوالي 9.7 ‏ملايين لاجئ(1). وتعرض الدراسة لأبعاد مشكلة اللاجئين في إفريقيا وملامحها، بادئة بتحديد بعض القضايا النظرية، ثم بعض الأبعاد الكمية والكيفية للمشكلة في القارة، ودراسة إحدى الحالات التطبيقية، وهي مشكلة «اللاجئين» الناجمة عن أزمة «دارفور»، وتختتم تحليلها ببعض المبادئ التي يجب أخذها في الحسبان لوضع حلٍّ شامل لمشكلة اللاجئين في إفريقيا. المطلب الأول: قضايا اللاجئين في العالم: الأبعاد النظرية: ‏«اللاجئ» وفقاً لتعريف اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين عام 1951‏م هو: «‏أي شخص يوجد خارج الدولة التي…
الإثنين, 06 شباط/فبراير 2017 14:57

السياسة النظيفة - أ.د/ محمد مختار جمعة

على هامش مشاركتنا في المؤتمر الشهري للشباب غالبًا ما نجد فرصة للحديث مع الزملاء والمشاركين من الشباب وغيرهم في الجوانب الثقافية والوطنية والقضايا العامة , وعلى متن الطائرة ذهابًا إلى أسوان لحضور مؤتمر الشباب الذي أقيم بها دار حديث طويل بيني وبين معالي وزير الكهرباء الدكتور المهندس / محمد شاكر حول بعض القضايا العامة، ثم استرسل بنا الحديث حول بعض معاني الآيات القرآنية , فقال بالحرف الواحد: سأعود مرة أخرى إلى قراءة القرآن الكريم هذه القراءة المتأنية الدقيقة المتأملة في المعاني ، ذلك أن القرآن الكريم معطاء لا ينفد عطاؤه إلى يوم القيامة , فهو الذي لا تنتهي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد ، أي كثرة القراءة والتكرار , بل كلما أعدت قراءته ازداد عذوبة وألقى إليك بالمزيد من أسراره . ثم كان الحديث مع معالي السيد/ طارق عامر رئيس البنك المركزي فقال : لقد وقفت عند قوله تعالى : ” وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ…
الأحد, 05 شباط/فبراير 2017 12:41

ملخص حلقات والله اعلم (أ.د علي جمعة)

الفرق بين الدين و التدين ان الدين علم و التدين سلوك. -من العبارات الشائعة: (خذبفتواه ولا تلتفت الى تقواه) وهى عبارة جليلة تبين لنا الفرق بين العلم (الدين) و السلوك (التدين). -المتشددون و المتفلتون كلاهما وجهان لعملة واحدة لأنهما يصفا الاسلام بما ليس فيه. - قال تعالى : (وكُلً إنسَان أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ و نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً(13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ حَسِيباً) فلم يقل اقرأ كتابك غيرك,اقرأ كتابك انت ,فالمسئولية مسئولية شخصية, لَا تُضارً وَالِدِةٌ بِوَلَدِها وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ , ولذلك نرى الامثلة ان فرعون كان كافراً ولكن زوجتة كانت مؤمنة ,وان نوح كان مؤمناً و نبياً من اولى العزم من الرسل و لكن ابنه كان كافراً, وهكذا لوط, و الاب الصالح و الابن طالح , اذاً الانسان بعمله. -نحن نرى ان الدين جزء من الحياة ولكن المتشددون يرون ان الدين ضد الحياة ففقه ضدية الحياة هذا فقه مقيت يجب ان نحيط به…
موسومة تحت:
إن ما حدث في غزوة حنين من إعجاب المسلمين بكثرتهم - وهو الأمر الذي نزل فيه قوله تعالى: "وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ" (التوبة : 25) لم تكن غزوة حنين مجرد معركة عابرة في حياة المسلمين، إنما كانت دروسًا مُلهِمة مُعلمة للمسلمين الأوائل الذين حضروا المعركة وشاركوا فيها، كما هي مُلهمة للمسلمين على مر التاريخ ومُوجِّهة ومُعلِّمة لكل المحاربين في كل معركة بإنسانيتها المعلمة الرشيدة، وهكذا رغم أنف المرجفين المزورين للتاريخ الإسلامي على مر العصور ورغم كل المعتدين الآثمين. وسوف ترى من إرشادات النبي ﷺ للمحاربين المسلمين كيف تكون الحرب في عرف المسلمين أنها ليست انتقامًا أهوجَ ولا تسلطًا بغيضًا، فليتعلم المقاتلون في كل زمان ومكان من إنسانية المسلمين في السلم والحرب، لم تكن هزيمة المسلمين في أول المعركة عن ضعف أو سوء تخطيط؛ إنما كانت اختبارًا من الله -سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين حتى يعلموا أن النصر…
الثلاثاء, 31 كانون2/يناير 2017 10:39

الإيمان والعبادة فطرة وشفاء

قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ 30 الروم , وقـال الله تـعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد 28 ﴿الَّــذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُـوا الصَّـالِـحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾ الرعد 29، وقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ المؤمنون 1 ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ المــؤمنــون: 2 ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ المؤمنون 3 ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾ المــؤمنــون 4 ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ المــؤمنــون 5.الدلالة الشرعية:تشير الآيات الكريمة إلى أن النفس البشرية مفطورة على الإيمان والعبادة، وأن في الأعمال الصالحة صلاحاً وشفاءً لها.الحقيقة العلمية:لقد أصبح الاستغراق في العبادة مجالاً للدراسات العلمية، ولم يعد الإيمان بالله تعــالــى في الدراسات العلمية ضرباً من الفلسفات والتصورات الشخصية كما كان يعتقد البعض سابقاً، وقد كشفت التجارب العلمية مؤخراً أن الإيمان بالله تعــالــى نزعة فطرية وغريزة تتطلب الإشباع مثل طلب الطعام والشراب، وأن العبادة…
الصفحة 12 من 16