المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  | اتصل بنا

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

آراء و مقالات

الثلاثاء, 14 آذار/مارس 2017 09:16

التجديد والمرأة - بقلم أ.د / عباس شومان

كانت المرأة ولا تزال محل العناية والرعاية في شريعة الإسلام، ونظرة مجردة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجتهادات الفقهاء، تظهر مدى المكانة التي ارتقت إليها المرأة وتبين تبدل حالها من الذلة والمهانة في الجاهلية إلى العزة والكرامة في الإسلام، ولا نبالغ إذا قلنا إن حالها تحول من النقيض إلى النقيض؛ فقد جعل لها الإسلام ذمة مالية مستقلة لم تعرفها في الجاهلية، وجعلها جوهرة مكنونة يجب صيانتها وحمايتها، وأخبرنا الإسلام أنهن شقائق الرجال، وأن بر الأم ثلاثة أضعاف الأب واجب حتمي على الأبناء، ويكفي أن إكرام المرأة واتقاء الله فيها من خواتيم وصايا سيد الأنام - صلى الله عليه وسلم. وعلى الرغم من هذه المنزلة السامية والمكانة الرفيعة التي بلغتها المرأة في الإسلام، فإن هناك تناولا خاطئا لما يتعلق بالمرأة في زماننا؛ حيث يتأثر هذا التناول بالعاطفة الجانحة إلى التحيز للمرأة في بعض الأحيان أو ضدها في كثير من الأحيان فيما يعرف بالخطاب الذكوري الذي كثيرا…
لست أدري كيف يستطيع الإرهابيون إقناع شخص مقبل على الحياة بقتل أبرياء بغير حق من خلال زرع المتفجرات في طريقهم أو أماكن تجمعاتهم، أو من خلال ارتداء حزام ناسف مع ما يقتضيه من أن يموت معهم؟! كيف جرى إقناع هذا الفتى العشريني الذي كان ينبغي أن يكون على مقعد دراسته أو جنديًّا يذود عن وطنه ويسعى لنهضته، أن يفجر نفسه بين نساء وأطفال أبرياء يؤدون صلاتهم في أمان وسكينة؟! كيف استطاعوا أن يقنعوا ضابطًا في ريعان شبابه أن يقتل بدم بارد السفير الروسي في أنقرة، والأغرب من ذلك ما بدا عليه من ثبات انفعالي وهو يلقي خطبته التي هي أشد إيلامًا من واقعة القتل ذاتها؛ لما انطوت عليه من إساءة للإسلام ورسوله الكريم؟! فلست أدري عن أي مبايعة كان يتحدث، وبأي جهاد كان يهذي، وأي انتصار حققه ليكبر ثلاثًا! ومثل هذا يقال عن قاتلي جنودنا في سيناء وغيرها، وعن قاتلي المدنيين في شوارع المحروسة ومحافظاتها، بل في العالم أجمع. ولست…
بعد مؤتمر الأزهر الشريف المتميز الناجح الذي عُقد يومي الثامن والعشرين من فبراير والأول من مارس الجاري تحت عنوان: «الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل» الذي عالج موضوعًا مهما هو موضوع المواطنة, وإيمانًا منًّا بأهمية العمل على ترسيخ أسس المواطنة انطلقنا إلى إقامة عدة ندوات حول موضوع «المواطنة المتكافئة حقوق وواجبات», مؤكدين أن قضية المواطنة لم تعد قضية رفاهية أو من نافلة القول, إنما هي واجب الوقت، وأن تحقيق المواطنة العادلة المتكافئة أحد أهم عوامل استقرار الدول وتقدمها.. حيث أكد ضيوف المؤتمر تقديرهم لمصر الأزهر, وتأكيدهم أنها هي القادرة على لمِّ الشمل العربي, وحمل لواء الريادة في التواصل البناء بين الشرق والغرب, يأتي مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية الذي يعقد يومي الحادي عشر والثاني عشر من مارس 2017م تحت عنوان: «دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة التحديات» ليعالج قضية هي أيضًا في غاية الأهمية، لتتكامل الجهود في نشر ثقافة السلام وتأصيل فقه العيش المشترك, ومواجهة…
من القرآن أن العين لا تصدر شعاع تبصر به وانما تبصر بانعكاس الضوء من على الأجسام إلى العين وذلك من آيات سورة البقرة (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ......الآيات)، ويمكن مطالعة هذا البحث على الرابط التالي:https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=652949648085230&id=100001106033818 ولكن عندما قمت بدراسة اجماع السلف على كروية الأرض لأفهم نوعية الدليل الذي استخدموه لاثبات الكروية تبين لي أن طريقتهم تعد بحق أول إعجاز علمي حيث سبق زمانهم زمن ابن القيم، ولذا فهم أول من أسس لكيفية استنباط الدلالة العلمية للنص من خلال فهم مصطلحات القرآن بلغة العرب ثم مقارنتها مع علوم الزمان ليحكموا على صحيحها وسقيمها طالما تيقنوا من صحة الدلالة العلمية المستنبطة، ولم يكتفوا بذلك بل أقاموا الحجج العلمية التي تؤيد الدلالة العلمية للنص. ومع أنني سأكتفي في هذا المقال بدراسة ما كتبه ابن حزم وابن تيمية الا أن هذا الاعجاز لا ينسب لأيا منهما لأن كلاهما ناقل للإجماع عن سلفهم، فهذا الاعجاز أقدم منهما زمنا فقد نسبه ابن تيمية للصحابة والتابعين،…
المرأةُ في شريعةِ الإسلامِ شريكةُ الرَّجلِ في الحُقوقِ والواجباتِ، فالإسلامُ هو أوَّل نظامٍ في العالمِ حرَّر المرأةَ مِن كافَّةِ الأغلالِ والقُيودِ الظَّالمةِ الَّتي كانتْ عليها، وذلكَ لأنَّ ظلمَ المرأةِ وتهميشَ دَوْرِها كانَ جُزءًا مِن طبيعةِ النِّظامِ الاجتماعيِّ قبلَ الإسلامِ، فَجاء الإسلامُ ليَقفَ بجوارِ المرأةِ: أمًّا وأختًا وبنتًا وزوجةً، ويَضْمَنَ لها جميعَ حُقوقِها .ولهذَا؛ فإنَّه مِن الخطأ النَّظر إلى أنَّ بعضَ ما تُعانيه المرأةُ الشرقيَّة من تهميشٍ إنَّما هو بسبب تعاليمِ الإسلام، فهذا زَعْمٌ باطلٌ، والصحيح أنَّ هذه المعاناةَ إنَّما لحقتْها بسبب مخالفةِ تعاليمِ الإسلام الخاصَّة بالمرأة، وإيثار تقاليدَ عتيقةٍ وأعرافٍ باليةٍ لا عَلاقةَ لها بالإسلام، وتقديم هذه التقاليدِ على الأحكام المتعلِّقة بالمرأة في الشريعةِ الإسلاميَّة ، فالمرأة المسلمةُ عانَتْ بسبب كثيرٍ من القُيود خارجَ إطار الشريعةِ الإسلاميَّة، وهو ما أدَّى إلى ظُهور العديد مِن المشكلات؛ مثل العُنوسة والحرمانِ من الميراثِ وغيرها، بل إنَّ المجتمعَ المسلمَ فَقَدَ كثيرًا مِن طاقاتِه المبدعةِ حين سَمَحْنا –نحنُ المسلمينَ- بتهميش دَور المرأة وإقصائِها عَن مواقعِ…
أكَّدَ فضيلةُ الإمامِ الأكبر أ.د/ أحمَد الطيِّب، شيخ الأزهر الشَّريف، أنَّ العالمَ العربيَّ والإسلاميَّ الآنَ، وأكثر من أيِّ وقتٍ مَضَى، في أمَسِّ الحاجةِ لإعلاءِ مكانةِ المرأة ودورِها في دَعمِ مسيرة التَّطوير وتنميةِ المجتمعات، لا سيِّما في ظلِّ التَّحدياتِ الرَّاهنة الَّتي تشهدُها مجتمعاتُنا العربيَّةُ والإسلاميَّة، وهُو ما يتطلَّب التأكيد على أهميَّة تعظيم دَور المرأة، وتكريمها، وإنصافها، واستغلالِ طاقاتها المُهدرة، واحترام حقوقِها التي كفَلَها الإسلام.وقال فضيلته، في مقاله الأُسبوعيّ بجريدة "صَوت الأزهر" والذي جاء تحت عنوان: "شَقَائِقُ الرِّجَال .. المرأةُ .. ودعم مسيرة التَّطوير"، إنَّ المرأةَ في شريعةِ الإسلامِ شريكةُ الرَّجلِ في الحُقوقِ والواجباتِ، فالإسلامُ هو أوَّل نظامٍ في العالمِ حرَّر المرأةَ مِن كافَّةِ الأغلالِ والقُيودِ الظَّالمةِ الَّتي كانتْ عليها، وذلكَ لأنَّ ظلمَ المرأةِ وتهميشَ دَوْرِها كانَ جُزءًا مِن طبيعةِ النِّظامِ الاجتماعيِّ قبلَ الإسلامِ، فَجاء الإسلامُ ليَقفَ بجوارِ المرأةِ: أمًّا وأختًا وبنتًا وزوجةً، ويَضْمَنَ لها جميعَ حُقوقِها .وأضاف فضيلة الإمام الأكبر: "ولهذَا؛ فإنَّه مِن الخطأ النَّظر إلى أنَّ بعضَ ما تُعانيه المرأةُ…
الثلاثاء, 07 آذار/مارس 2017 13:01

إنها السنن

• عن أبي واقِدٍ الليثيِّ قالَ: خرجْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُنَيْنٍ، ونحن حدثاءُ عهد بكفر، وللمشركين سِدْرَةٌ يعْكُفُونَ عندها، وينوطون بها أسلحتهم يقال لها: ذاتُ أنْواطٍ، فمرَرْنَا بِسِدْرَةٍ فقُلنا: يا رسولَ الله، اجْعَل لنا ذاتَ أنْواطٍ كما لهم ذاتُ أنْواطٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكْبَرُ! إنها السننُ! قلتم - والذي نفسي بيده - كَمَا قَالتْ بَنُو إسْرائيلَ لموسى: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [الأعراف: 138]، لترْكَبُنَّ سَنَنَ مَن كان قبْلَكُمْ))؛ رواه الترمذي وصححه. • أوجد الله عز وجل في الكون والإنسان والحياة سننًا ونواميسَ تعدُّ بمنزلة القوانين العامة، والطرائق الموجِّهة للحركة والسكون، والخلق والأمر، والقضاء والقدر، والغيب والشهادة، والدنيا والآخرة. • تتصف السنن الإلهية بعددٍ من الخصائص والسمات، من أبرزها: ١ - الثبات والاستمرار: قال تعالى: ﴿ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر: 43]. ٢ - العموم والشمول:…
إلى جانب الأحكام الشرعية المستمدة من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية مباشرة أو بالقياس على الأحكام المستنبطة منهما، توجد أحكام مستمدة من تشريعات وضعية تعرف بمجموعة القوانين المنظمة لعلاقات الناس فيما بينهم وعلاقة المحكومين بحكامهم، وهذه القوانين بطبيعة الحال يترتب عليها حقوق وواجبات بين الدولة والمواطنين، أو بين المواطنين مع بعضهم. ومن ثم فهي ملزمة إلزام الأحكام الشرعية ويترتب عليها حقوقها وواجباتها وعقوباتها عند المخالفة، ومع ذلك يلجأ بعض الناس للتحايل على هذه القوانين فرارا من عقوباتها أو حصولا على مكتسباتها بدعوى أنها قوانين وضعية وضعها البشر وليست أحكاما شرعية. ومن ذلك لجوء بعض النساء المستحقات لمعاش اجتماعي نتيجة وفاة الزوج الذي كان يشغل وظيفة حكومية إلى الزواج من رجل آخر لكن دون توثيق الزواج حتى تظل هذه الزوجة في حكم القانون أرملة مستحقة للمعاش، ومن ذلك لجوء بعض الأزواج إلى ما يعرف بالطلاق الورقي بينما تستمر الزوجية بينهما سعيا للحصول على معاش للزوجة العائلة أو بعض مكتسبات الحضانة أو…
في إطار العمل الجماعي المشترك بين وزارتي الأوقاف والشباب , وفي ضوء توصيات المؤتمر الوطني الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ وما انبثق عنه من مؤتمرات شهرية ولقاءات على مستوى المحافظات , قررنا بالتنسيق الكامل مع وزارة الشباب والرياضة الإعداد لملتقى يومي على مدار شهر رمضان المبارك 1438 هـ يُقام بمركز شباب الجزيرة بالقاهرة تحت عنوان ملتقى القيم والأخلاق والمواطنة” , للعمل على ترسيخ منظومة القيم والأخلاق , وتعزيز روح الانتماء الوطني وبخاصة لدى الشباب ، من خلال اللقاء المباشر بين الشباب والفتيات على اختلاف أطيافهم السياسية ومشاربهم الثقافية وتنشئتهم الاجتماعية وعلماء الدين والنفس والاجتماع والمفكرين والمثقفين والأدباء والسياسيين والإعلاميين والمسئولين التنفيذيين على اختلاف مستوياتهم التنفيذية في جلسات حوار فكري وثقافي ووطني بنّاء , لمناقشة مختلف القضايا , والاستماع الجيد إلى رؤى الشباب فيها , والخروج في نهاية الملتقى بتوصيات قابلة للتطبيق , مع أنشطة شبابية موازية في مجال تطبيق الأفكار الذي يتناولها المنتدى . ويأتي اختيارنا وتركيزنا على منظومة القيم…
ذكرنا في مقال سابق أن التجديد في الفكر الإسلامي من المسلَّمات التي لا تحتاج إلى إرهاق النفس والعقل بحثا عن أدلة لها، فمحصلو بعض العلم فضلا عن العلماء يعلمون أنه لازمة من لوازم شريعتنا السمحة؛ فقد تدرج القرآن الكريم في أحكام بعض المسائل حتى استقر حكمها النهائي قبل وفاة رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك نسخ أحكام تعايش الناس في ضوئها ردحا من الزمان دون أن تُضر عقيدتهم بهذا التغيير، بل عاب القرآن الكريم على السفهاء الذين تعجبوا من تغيير القِبلة وأخبرنا أن صلاة مَن صلى إلى المسجد الأقصى صحيحة كصلاة مَن استدار متجها إلى القِبلة الجديدة حين نزول الأمر بذلك، ومن التدرج في الأمور التي يشق على المكلَّف الامتثال لأحكامها النهائية دفعة واحدة ما حدث في مسألتي الخمر والربا على سبيل المثال؛ حيث قال تعالى في الخمر في بادئ الأمر: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا}، دون تحريم، ثم…
الصفحة 11 من 16