عمان - إينا
انطلقت امس (السبت) في العاصمة الأردنية عمان فعاليات المؤتمر الدولي (المسلمون والعالم: من المأزق إلى المخرج) الذي ينظمه المنتدى العالمي للوسطية بمشاركة أكثر من مئة باحث ومفكر من أكثر من 30 دولة، ويستمر ليومين.
وفي كلمته الافتتاحية، قال الأمين العام للمنتدى المهندس مروان الفاعوري: إن المنتدى منذ تأسيسه اهتم بالدعوة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة التي شوهت صورة الإسلام وعطلت مسيرة الأمة، مشيرا إلى أن المؤتمر الحالي يستعرض الراهن ويحدد عوامل تغذيته وأسباب إنتاجها ويشخصها ويحللها ومن ثم يقدم تصورا عمليا للخروج الآمن من هذا المأزق الذي حُبِسَتْ فيه الأمة.
وعدد أن الفضاء العالمي اليوم تلوث بالنموذج الداعشي الذي تبنى كل العناصر الظلامية التي تتعارض مع القيم والمبادئ التي جاءت الرسالات السماوية لنشرها وترسيخها؛ فالتكفير والقتل العشوائي والتدمير والعنف اللفظي والحرق والفساد؛ ممارسات يرفضها الدين الخاتم الذي جاء بالسلام والرحمة والكرامة، وتتناقض مع القيم الإنسانية النبيلة.
وأضاف أن التعصب الطائفي الذي أدى إلى قطيعة بين مكونات الأمة وشوه التنوع وأحاله إلى خلاف تصادمي مقيت، هذا التعصب أعمى بصيرة أصحابه عن النظرة الشاملة لعالمية الإسلام وبعده الإنساني ومنهج الرحمة الذي جاء به، ساهم في هذا التلوث.
كما ذكر أن: الاستبداد السياسي، والاحتلال الأجنبي؛ (...) الذي أصبح وصمة عار في جبين من تسببوا في حدوثه واستمراره، ونهج الهيمنة والإستلاب، وشح الأغنياء؛ واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وطغيان المادة وتراجع القيم؛ قد فاقم من هذا التلوث.
وأرجأ السبب في انتشار العنف والفوضى الأخلاقية والقهر؛ إلى الخواء الروحي الذي تعيشه كثير من المجتمعات اليوم.
وأشار إلى أن المؤتمر معول عليه أن يناقش المحاور المعلنة ويخرج بتصور ورؤى وأفكار وآليات تساعد أمتنا على الخروج من المأزق الذي دخلت فيه.
من جهته، قال نائب رئيس مجلس النواب التونسي الشيخ عبدالفتاح مورو إن هذه المؤتمرات تعمل على نشر الوعي الديني والثقافي والاجتماعي، وأن الوطن العربي والإسلامي بحاجة ماسة إلى مثل هذه النشاطات في زمن يكثر فيه القتل والذبح وإراقة الدماء باسم الدين.
وأضاف: لا بد من العمل على إزالة هذه التهم التي تسيء لدين منذ مر العصور وهو يدعو إلى المحبة والرحمة.
بدوره، قال رئيس الوقف السني العراقي الدكتور عبداللطيف الهميم: إن المسلم متهم بدينه وذلك بسبب ما ألصق به من تهم الإرهاب والقتل والدمار وإراقة الدماء، وبذلك أصبح الوطن العربي وطن مشتت، وطن اللاجئين بسبب الحروب المفتوحة، وتحولت الأوطان إلى أوطان مستباحة، وبسبب هذه الأوضاع منح العرب العديد من التنازلات.
وأضاف: الآن هؤلاء من يسمون أنفسهم مسلمين يقطعون الرؤوس ويريقون الدماء في وطن يعاني من الانهيارات وذلك كله بسبب من يدعون الاسلام. وأكد أنه كلما كثر الظلام اقترب الفجر وهو النصر وسيرجع الإسلام إلى صورته السمحة وصورة المحبة والرحمة.
ومن جانبه، وجه الدكتور علي القرة داغي رسالة إلى أمة الإسلام التي تعاني من تفشي الحركات المتشددة والإرهابية والتي بالأصل مصنوعة من أيدي غريبة وليست إسلامية ولا علاقة لها بهذا الدين مما أدى إلى خلق الفوضى العارمة. وأشار إلى أن الدين الإسلامي يحتوي على العديد من صور ومظاهر التعايش.