المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  | اتصل بنا

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

الهيئة الخيرية عقدت ملتقى "دعم القدس والمسجد الأقصى" لبحث الجهود الخيرية في مواجهة التحديات

الثلاثاء, 26 كانون1/ديسمبر 2023 11:05

في خطوة فاعلة نحو دعم القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتحت رعاية رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة د. عبد الله المعتوق، نظمت الهيئة الخيرية وفريق تراحم التطوعي العامل تحت مظلتها، اليوم الأربعاء الموافق 13 ديسمبر 2023م، ملتقى بعنوان "دعم القدس والمسجد الأقصى المبارك"، بمقر جمعية العون المباشر في منطقة حولي، وحضره لفيف من رؤساء الجمعيات الخيرية وفعاليات المجتمع المدني، لمناقشة وإيجــاد خطــوات عمليــة لإنقاذ القطاعــات المختلفة في القــدس والمسجد الأقصى المبارك، وكيفيــة النهــوض بواقعــه ورســم مســتقبله.

وقال د. المعتوق في كلمته: منذ اندلاع العدوان الصهيوني البربري والهمجي على قطاع غزة، وعلى وقع أصوات الاستغاثة ونحيب الأمّهات، ومشاهد الأطفال والنساء التي تزلزل أعماق القلوب والمشاعر الحية، لم يهدأ لنا بال، ولم يغمض لنا جفن، وبتوجيهات وأوامر سامية من القيادة السياسية، اعتمدنا في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية 3 ملايين دولار أمريكي، لتغطية البرامج الإغاثية المختلفة.

وأضاف: انطلقنا بالتعاون مع الجمعيات الخيرية الكويتية، وتحت إشراف وزارات الشؤون الاجتماعية، والخارجية، والدفاع، والصحة، لدعم الوضع الإنساني في غزة من خلال تسيير جسر جوي إغاثي كويتي إلى مطار العريش الدولي، بلغ عدد طائراته حتى اليوم 39 رحلة إغاثية محملة بالمساعدات النوعية، كسيارات الإسعاف والجرافات ومكائن الكهرباء وجميع الإمدادات الطبية والإيوائية والغذائية وغيرها.

واستطرد د. المعتوق: كما تتواصل التدخلات الإنسانية للجمعيات الخيرية الكويتية، من أجل تسيير سفينتي مساعدات إلى غزة محملة بـ 3 آلاف طن من المساعدات بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي، هذا إلى جانب دعم عشرات البرامج والمشاريع الخيرية للمؤسسات الفلسطينية الناشطة في الميدان الإنساني.

وأكد أن الهيئة الخيرية وبالتعاون مع الجمعيات الخيرية الكويتية والمنظمات الدولية ماضية في دعم الوضع الإنساني في غزة، حتى ينهزم العدوان، ويعود إليها السلام ويسودها العمران، مشددا أن غزة اليوم بحاجة إلى من يكثف لها المساعدات، ويمد إليها يد العون، لينجو شعبها من آثار هذه الحرب المدمّرة، ويقفز فوق مشاعر الألم ومرارة الفقد، ويتعافى من مشاهد الموت والجراح، وينطلق نحو المستقبل من جديد ليعيد تأهيل المدارس، وتشييد مستشفياته، وتعمير ما دمره العدوان من بنية تحتية ومنشآت مدنية ومنازل سكنية.

ووجّه د. المعتوق أسمى آيات الامتنان والعرفان إلى مقام حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، سائلًا الله تعالى أن يسبغ عليهما وافر الصحة والعافية، وأن يمدهما بعمر مديد، عزًا وذخرًا لكويتنا الأبية، وشعبها المعطاء، وأمتينا العربية والإسلامية، والإنسانية جمعاء.

وأضاف: نستحضر بكل إجلال وإكبار الدعم الكبير والمتواصل لقيادتنا السياسية الذي توليه للعمل الخيري وتوجيهاتها السديدة للقائمين عليه، للعمل على نصرة أهلنا في فلسطين، انطلاقًا من القيم الراسخة والمواقف الثابتة والمبدئية لدى دولة الكويت.
من ناحيته، قال ممثل فريق تراحم التطوعي د. عثمان العصفور: لاتزال معاناة الشعب الفلسطيني مستمرة جراء الاحتلال الصهيوني الذي يحرمهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية، ويهدد أمنهم الإنساني، ورغم ذلك نشهد يوما بعد يوم صمود الأهالي في غزة أمام الهجمات الوحشية والحصار، حيث لا مكان آمنا في تلك المنطقة وترتفع حصيلة الشهداء إلى حوالي 20 ألفا ويعيش آلاف آخرين في عدم يقين بسبب الاخفاء القسري.

وأوضح أن مواقف الكويت الأخيرة ودعمها لفلسطين لا تأتي على غرار المفاجأة، بل تمثل استمرارا للنهج الذي تتبعه الكويت تجاه قضية فلسطين على مر السنين، وتأتي هذه المواقف استجابة للتحديات التي واجهها الشعب الفلسطيني سواء كانت تطبيعا أو عدونا أو حصارا، مذكرا بأن الكويت حكومة وشعبا تبرعت بقوافل وجسر جوي يحمل مستلزمات طبية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، كما شاهدت الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية مشاركة فعاله بدعم من القيادة العليا لنصرة أهل غزة.

وفي ختام كلمته دعا د. العصفور بأن يمن الله على صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد بالشفاء العاجل والصحة والعافية.

وثمّن الدور الذي يقوم به فريق تراحم في سبيل تقديم الدعم الإنساني والنفسي للدول المتضررة، وأعرب عن خالص شكره للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية على دعمها المستمر وتشجيعها واحتضانها للفريق التطوعية.

من جانبه، تطرق رئيس رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون الخليجي د. عجيل النشمي إلى ما ينبغي على المسلمين فعله في حالات الضرر العظيم والاعتداء البين والواجب الذي على الأمة أن تضطلع به في هذا السياق.

وأتي على جهاد المال أيضا في هذا المجال كرديف للجهاد بالنفس الذي يمارسه اهل غزة، وبين أن المسلمين لو بذلوا ما يجب من جهاد بالمال لكفى ذلك إخواننا في غزة، محذرا من حبس المال في هذا المجال، معتبرا إياه نمط من الهلكة.

واعتبر د. النشمي أن ذلك البذل نمط من بركة المال الذي له أثره الكبير في زيادة المال ومعاهدة الله في تعويض المنفق، مبينًا أن دعم المسلمين في غزة، أمر ليس صعبًا، وأنه بالإمكان لأي أسرة أو شخص تعهد الأسر الغزية بالكفالة، وهذا من أنماط النصرة.

وحث الإعلام على دعم ونصرة أهل غزة، مشيرا إلى أهمية الجانب الإعلامي، لا سيما في الجانب النفسي والمشاعر والحث على النصرة بالمال وما لهذا من قيمة في نفوس المسلمين.

بدوره، لفت عضو المكتب التنفيذي في هيئة علماء فلسطين د. إبراهيم المهنا إلى أن القدس هي محور الصراع العربي ـ الإسرائيلي، والسبب الرئيس لما يتعرض له شعبنا في فلسطين من انتهاكات واعتداءات ومجازر، وتطرق إلى أهمية دعم القطاعات المختلفة في القدس وتعزيز صمود المقدسيين لحماية المسجد الأقصى المبارك كأولوية قصوى والحيلولة من دون إنفاذ المخطط الإسرائيلي بتهويده.

وتناول الملتقى عديد المحاور منها واجب المسلمين تجاه دعم القدس والمسجد الأقصى وفلسطين، والتحديات والصعوبات التي تواجه القطاعات المختلفة، وعرض عن واقع القطاعات في مدينة القدس، واستعراض الخطوات العملية للنهوض بها.

ويهــدف الملتقى في المقــام الأول إلى استكمال جهـود دولــة الكويـت عامـة، والهيئـة الخيريـة الإسـلامية العالمية خاصـة، مـن البحث والعمل الذي أشرفت عليه للوصول إلى آليات عملية ميسرة وآمنـة لإيصال الدعـم باختلاف أشـكاله بما يضمن تنفيذ المشاريع على أفضـل وجـه وسـهولة متابعتهـا والاطـلاع عـلى آثارهـا مستقبلا، وإلى المزاوجة بـن الرؤيـة العمليـة والرؤيـة الاقتصادية لآليات النهــوض بالواقــع المتدني بالقطاعــات المختلفة في مدينــة القــدس، وذلــك عـبر جمــع المؤسسات المانحة ورجــال المــال والاقتصاد والأكاديميين، للتحـاور وتبـادل الخبـرات لرسـم آليـات عمـل واضحـة، دعمــا وتحقيقــا للأهداف المنشودة.