قال معالي الوزير الشيــخ صالــح بن عبــدالــعـزيز بن مــحمــد آل الشيخ - وزير (الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد عضو المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والإغاثة )، رئيس وفد المملكة إلى أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس: إن نصرة القدس فرض لازم لا محيد عنه؛ فهي عقيدة ماضية وشريعة راسخة، وإن راعي السياسة ينتصر للقدس بأخذ الحق بقوة الفعل والمسؤولية، قوة الممكن والمتاح والأخذ بقاعدة توازن القوى والتحالفات السياسية، وثنائيات خذ وطالب، والمد والجزر، وتوزيع الأدوار، وتحييد الخصوم، وطول النفس، وبناء الناس وتربيتهم، وبالتخطيط لكل احتمال والدفع بكل خطوة ايجابية، والاستفادة من كل المستندات القانونية. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي بدأ فعالياته يوم الأربعاء الثلاثين من شهر ربيع الآخر 1439هـ بمركز الأزهر للمؤتمرات في العاصمة المصرية القاهرة . وقد استهل معاليه كلمته منوها بما جاء في كلمات المتحدثين قبله، وقال : فما عساني أقول بعد هذا الجلال والبهاء والجمال في إظهار الحقائق وتوعية الناس بالحق فيما سبقني من كلمات، ولكني لله حامد ولنعمه شاكر إذ بوأنا حضور هذا المؤتمر الدولي مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس لبحث آليات عملية تنتصر لكرامة الفلسطينيين بل ولكرامة العرب والمسلمين تحمي أرضهم وتحفظ هوية المقدسات الدينية وتصد الغطرسة الصهيونية التي تحدت العرب، وتحدت المسلمين، وتحدت العالم، وتحدت القرارات الدولية! ووجه معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الشكر لمصر العروبة ولمصر الإسلام رئيسا وحكومة وشعبا بذلها الكبير ونصرها للقضية الفلسطينية بعمل لا يفتأ في تاريخ طويل, ولصاحب الفضيلة الإمام الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف الشكر؛ على دعوته لإقامة هذا المؤتمر العالمي، ولبيانه المهم في حينه تُجاه الخطوة الأمريكية الآثمة الباطلة شرعاً وقانونا. وواصل معاليه قائلاً : إن المملكة العربية السعودية لتؤيد هذا الاهتمام من الأزهر الشريف بالقدس، وتعتبر أن الواجب الكبير هو الوقوف الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني؛ لينال حقوقه المشروعة، وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف, والمملكة العربية السعودية راعية الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين قائمة اليوم بواجبها الإسلامي وبواجبها العربي بحماية القدس من كل الأخطار، ومنها تهويده، أو جعله عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني. وأبان معاليه أن بيت المقدس بناه العرب اليبوسيون وسكنوه وعمروه وكانت هذه الأرض المباركة هي أرض إبراهيم ــ عليه السلام ــ وهي أرض الأنبياء من بعده، وإبراهيم ــ عليه السلام ــ كان حنيفا مسلما ولم يك يهوديا. وأن القدس مرتبط بعقيدتنا الإسلامية وبولائنا لأنبياء الله وبإيماننا بهم، وقد عظَّم الله ــ سبحانه وتعالى ــ المسجد الأقصى بربطه بالمسجد الحرام فهما شيء واحد في الإيمان والقداسة. وقال معاليه: إن نصرة القدس فرض لازم لا محيد عنه فهي عقيدة ماضية، وإن النصرة شريعة في الإسلام راسخة، وإن راعي السياسة ينتصر للقدس بأخذ الحق بقوة الفعل والمسؤولية قوة الممكن والمتاح والأخذ بقاعدة توازن القوى، والتحالفات السياسية، وثنائيات خذ وطالب، والمد والجزر، وتوزيع الأدوار وتحييد الخصوم، وطول النفَس وبناء الناس وتربيتهم وبالتخطيط لكل احتمال والدفع بكل خطوة إيجابية، وبالاستفادة من كل المستندات القانونية .. أما العلماء ــ وهذا محضنهم ــ فهم حملة رسالة لا صناع سياسة هم ورثة الأنبياء ينتصرون للقدس وللمسجد الأقصى بإبقاء الإيمان بالله ورسوله ودين الإسلام قويا صلبا في روح جماهير الأمة. إننا نرسخ العزة ونبين من هو العدو؛ حتى لا ينسى من هو العدو. إننا نحذِّر من الماسونية ومن الصهيونية. إننا نشعل نار الغيرة على المقدسات كلَّ يوم وكلَّ جمعة. إننا نذكي هذه الجذوة في روح الأمة بالقرآن وبسنة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ حتى لا تخمد هذه الجذوة، وإن واجبنا أن نعرض الحق الثابت المجرد من تأثير الزمان حتى يبقى الحق ولا يموت. واختتم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ كلمته قائلاً : لقد أخذنا من القرآن: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون}. وأخذنا من القرآن: { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون} وأخذنا من سير الأنبياء أن النصر آت، ولا يأس {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون فأنجيناه وأصحاب السفينة} ، وأخذنا من الفقه الإسلامي ومن قواعده أن الأمر إذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق وأن الوسائل لها أحكام المقاصد بشرطها, وأخذنا من تاريخنا الإسلامي أن احتلال أوطاننا وإن طال فإن الرجال الصادقين مع الله سينهونه, وأخذنا من الليل أن الشمس حتماً ستشرق, وأخذنا من حكيم أن زمن الصراخ قد ولَّى وجاء مكانه التروي والحكمة، وأخذنا من فلسفة العلم الحديث أن من يقوم بتجربة واحدة مرتين لا يأتي بنتائج مختلفة, وأخذنا من عيسى ــ عليه السلام ــ أن شرف الميلاد ومعجزته لابد له من الآم الحمل والمخاض. وقد شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مجموعة من الكلمات ألقاها كل من : شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ، وفخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني ، ومعالي رئيس مجلس الأمة الكويتي الأستاذ مرزوق الغانم ، ومعالي الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد أبو الغيط .. واختتمت الجلسة بكلمة معالي رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي.