اختتم وفد برنامج التبادل المعرفي بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد زيارةً لويلز بالمملكة المتحدة، استمرت عدة أيام تخللها تنظيم ـ ندوة بعنوان: (المنهج الأخلاقي وتعزيز التعايش السلمي) نظمتها الوزارة بالتعاون مع جامعة ويلز في القاعة الكبرى التابعة للمجلس البلدي لمدينة كارديف في مقاطعة ويلز، خلال يومي الثلاثاء والأربعاء السابع عشر والثامن عشر من شهر ربيع الأول 1439هـ الموافقين للخامس والسادس من شهر ديسمبر 2017م. كما زار الوفد برئاسة المستشار الدكتور عبدالله بن فهد اللحيدان مقر برلمان ويلز، وتجول الوفد في أرجاء المقر، واستمع لشرح عن آلية عمل التصويت والمناقشات وإصدار التشريعات المحلية. كما قام الوفد بزيارة مسجد نور الإسلام في مدينة كارديف، وهو ثالث أقدم مسجد في بريطانيا بناه المسلمون الأوائل الذين استقروا بكارديف في القرن التاسع عشر. وخلال الزيارة ، وقَّع المستشار المشرف العام على البرنامج الدكتور عبدالله اللحيدان مذكرة تعاون مع مدير جامعة ويلز ، في مجالات الترجمة ونشر الإصدارات والكتب في الدراسات الإسلامية التي يحددها برنامج التبادل المعرفي في الوزارة، كما تضمنت المذكرة ــ التي تستمر خمسة أعوام قابلة للتمديد ــ إقامة أنشطة مشتركة مثل: الندوات، والأيام الدراسية، وورش العمل التي تخدم الطرفين أو أي بلد آخر يتفقان عليه، وشملت بنود الاتفاقية أيضاً التبادل العلمي، وإعادة نشر المواد العلمية. وفي تصريح له بعد عودته إلى المملكة، اليوم، أفاد مستشار معالي وزير الشؤون الإسلامية المشرف على البرنامج، أن مناقشات الندوة ــ التي عقدت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين ــ، بجامعة ويلز، ناقشت عدة محاور، من أبرزها: الأخلاق والتعايش : تحديد نظري، ودور التبادل المعرفي في تعزيز التعايش السلمي، والتعايش الديني: تجارب تاريخية ومعاصرة، وأخلاق التعايش السلمي, والإسلام والغرب التحديات والفرص للتعايش السلمي. وأبان سعادته أن التواصل المعرفي من أهم أعمدة التعريف بالحضارات والدول، فهو يثمر التواصل وبناء الجسور مع أفراد وجماعات ومؤسسات شعبية وأهلية وجامعات عالمية، مشددا على أن المملكة تحظى بثقل ومكانة كبيرة على كافة المستويات الإقليمية والدولية؛ لأنها أهم قوى الاعتدال في المنطقة، علاوة على قوتها الاقتصادية، وسياساتها المعتدلة، وفيها الحرمان الشريفان مهوى أفئدة المسلمين. وهذه المعطيات تجعل المملكة محط أنظار ومعقد آمال العالم الإسلامي بعد الله ــ عز وجل ــ في القضايا الإسلامية والدولية. وقال : إن حضور المملكة في ميادين التواصل المعرفي الديني والثقافي الإسلامي، هو سعي لتوسيع دائرة الاعتدال والوسطية، كما أنه تضييق ــ في ذات الوقت ــ لدوائر الغلو والتطرف، ولا غرابة في هذا فالمملكة هي القلب النابض للعالم الإسلامي، لافتاً سعادته إلى أن الندوة وغيرها من الندوات التي نظمها، وينظمها برنامج التبادل المعرفي في عدد من الدول الأوربية والآسيويه والأمريكية تأتي في إطار رسالة البرنامج وأهدافه التي تتمثل في إيضاح الصورة الحقيقية للإسلام، وتعزيز التبادل المعرفي بين مختلف الأديان والثقافات، وإبراز دور المملكة في نشر رسالة الإسلام المعتدل، والتعارف الإيجابي مع الثقافات الأخرى، وبناء جسور التفاهم معها، والإسهام الإيجابي في تخفيف التوتر المتصل بالجانب الثقافي والديني، والندوات السنوية،والمشاركة في المؤتمرات والندوات الدولية، والبناء المعرفي لموقع البرنامج على الشبكة، وإصدار كتيبات تعريفية عن بعض المفاهيم الإسلامية. وكان معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ قد وجَّه كلمة إلى الندوة، ألقاها نيابة عنه سعادة الدكتور عبدالله اللحيدان. الجدير بالذكر أن المشاركين في الندوة ــ الذين بلغ عددهم أربعين أستاذاً وباحثاً من المملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، وعدد من الدول الأوربية ــ أصدروا بياناً ختامياً تضمن مجموعة من التوصيات تَصدَّرَها تقديرُهم لدور المملكة العربية السعودية؛ لرعايتها مشاريع محاربة التطرف ونشر الاعتدال، من خلال عدد من المؤسسات والهيئات التي أنشأتها، والتي كان آخرها المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، كما أكدوا دور الإسلام والأديان في البناء الإيجابي لأخلاق التعايش السلمي، وتشجيع التبادل المعرفي بين المتخصصين من جميع الأديان والثقافات بوصفه السبيل الأمثل لتحقيق التفاهم والتعايش بين الشعوب.