بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين والطاهرين وبعد،،،
لقد تلقينا بكل غضب واستنكار وحزن -كما كل مسلم- خبر تجرئ أعداء الإسلام من أهل التطرف والغلو والتكفير الشمولي على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى زواره الآمنين في شهر رمضان المبارك، وفي عشره الأواخر والمسلمون يترقبون عيد الفطر المبارك ومظاهر البهجة والفرحة فيه.
إن من يقوم بمثل هذا العمل الشنيع القبيح، لا يملك عقلا سليما ولا فهما صحيحا لأساسيات وقواعد الدين الإسلامي، وإنما تشرب فكرا غريبا متطرفا متنطعا لا يمت للدين بصلة،فالذي يتجرأ على مقامات أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الكرام ليس بمستغرب عليه أن يتجرأ على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حوى أشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم، فتلك من غاياتهم التي حثهم عليها وزينها لهم رموزهم ومنظروهم، ولو كان ثمن ذلك قتل المسلمين وسفك دمائهم، في مدينة يسكنها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى مقربة منه.
سيبقى صوت السواد الأعظم من هذه الأمة الماجدة يعلن دائما أن ديننا دين وسطية واعتدال لا غلو وتطرف، والمطلوب من كل شريف غيور على مصلحة دينه في هذا الزمن العصيب، أن لا يدخر جهدا في اجتثاث هذا الفكر الظلامي من جذوره وهذا إنما يكون بتعليم منهج أهل السنة والجماعة وترسيخ مبدأ الالتزام بإجماعات المذاهب السنية الأربعة بالتوازي مع التحذير من الفكر المتطرف ورموزه ونقض عرى مذاهبهم بالحجة والدليل والبرهان.
نسأل الله العلي العظيم أن يرد كيد أعداء الإسلام في نحورهم، وأن يحفظ أرض طيبة التي طابت برسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر بلاد المسلمين آمنة مطمئنة، ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه سبحانه على كل شئ قدير.
والحمد لله رب العالمين
