المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  | اتصل بنا

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

حضانات الشهداء بمدينة نصر.. أول مركز طبى أنشأته الجمعية الشرعية منذ 18 عامًا

الإثنين, 10 تموز/يوليو 2017 14:25

قبل ما يقرب من 20 عامًا، وإداركًا منها للعبء الثقيل على الأسر غير القادرة، أنشأت الجمعية الشرعية الرئيسية أول مركز طبي لها، لحضّانات الأطفال المبتسرين، بمسجد الشهداء بمدينة نصر، والذي أعادت افتتاحه بعد تجديد شامل، قبل ثلاث سنوات، ضمن خطتها لتطوير مراكزها الطبية.
ويوضح أ. مصطفى إسماعيل، الأمين العام، أن الجمعية الشرعية قد نشأت جمعية دعوية تدعو إلى الله بالقول الحسن والحكمة، إلى أن أذن الله أن نُترجم هذه الدعوة القولية إلى دعوة تطبيقية على أرض الواقع.

وذكر أن الجمعية الشرعية بصدد تطوير القطاع الطبى وعمل منظومة متكاملة للإشراف والمتابعة، موضحًا أن لجان المتابعة لا تكتفى بكتابة التقارير ولا بالإشراف مرة واحدة، بل لها خطة وجدول عمل وتتابع باستمرار؛ لضمان وصول جودة العمل لأعلى مستوى.

أما عن فلسفة عمل القطاع الطبى بالجمعية، فأوضح الأمين العام أن الجمعية الشرعية توجِّه طاقاتها لرفع الكروب الثقيلة عن غير القادرين؛ ولذا فهى لا تقيم عيادات أسنان أو أنف وأذن مثلا، بل تقيم الصروح للأمراض ذات التكلفة العالية مثل العلاج الكيماوى، والحروق، والأورام، والأشعة المتخصصة، إضافة إلى حضانات الأطفال المبتسرين والتى يقترب عددها من الألف حضانة على مستوى الجمهورية.

وأكد الأمين العام أن النشاط الطبى بالجمعية الشرعية يقوم عليه نخبة من أهل الخبرة والتخصص والكفاءة، فهى وإن كانت جمعية دعوية لكنها تؤمن بالتخصص، وتتعاقد مع أكفأ الأطباء وتدعمهم بكل ما يحتاجونه من دعم.

أما عن الدافع لإعادة تجهيز وتطوير مركز الشهداء للأطفال المبتسرين، فأوضح أن هذا المركز تم إنشاؤه منذ 20 عامًا تقريبًا، ويسير العمل به على أحسن مستوى، بشهادة وزارة الصحة، ويحقق معدلات شفاء عالمية، لكن مع مرور الوقت كان لابد من هذه الوقفة حتى يتم الحفاظ على هذا الأداء المتميز بل وتطويره.

التطوير الطبى والفنى:

وذكر الأمين العام أن تطوير حضانات الشهداء لم يقتصر على تطوير المبنى وتجديده، بل شمل تدريب الكوادر الطبية والفنية والمالية، بحيث يكون هذا المركز «وحدة نموذجية» لتطوير جميع الحضانات بالقطاع الطبى للجمعية الشرعية.

وأكد أن سير العمل بالحضانات كما هو بكل أوجه نشاطات القطاع الطبى يتميز بالشفافية التامة، فدخول الحضانات ليس به وساطة ولا محسوبية، إنما يخضع لقائمة الحجز، وتوجد شاشة كبيرة بمدخل الحضانة توضح قائمة الانتظار بحيث يعرف المريض دوره بكل شفافية.

وأضاف: نظرًا لأن نقل الطفل إلى الحضانة يمثل معاناة على أسرة الطفل، وخطورة على حياة الطفل نفسه؛ فقد وفّر مركز الشهداء سيارتَىْ إسعاف لنقل الطفل، مجهزتين بجميع الأجهزة اللازمة، ويكون مع كل سيارة طبيب وممرضة؛ وقبل النقل يقوم الطبيب بمناظرة حالة الطفل أولاً ثم يحضره لو أن الحضانات بها مكان.

خدماتنا للجميع:

وأكد الأمين العام أن الجمعية الشرعية تقدم خدماتها للجميع دون تفرقة بين مسلم ومسيحى كما أنها لا تطلب «بحث اجتماعى» ممن يريد أن يستفيد من خدماتها؛ بل تكتفى بأن تعلق لافتة فى مدخل الحضانات والمراكز المتخصصة بأنها أقيمت من أموال الزكاة وأنها لا تقدم خدماتها إلا لغير القادرين.

وأضاف: أما القادر فعليه أن يتوجه للمراكز الاستثمارية ولا يزاحم غير القادر. وهذا قمة التعامل الإنسانى الذى يحفظ لغير القادر كرامته ولا يرهقه بأوراق تستغرق وقتًا طويلاً، المريض فى أشد الحاجة إليه.

وأشار إلى أن جميع المراكز الطبية بالجمعية الشرعية فى كل المحافظات تخضع لمنظومة عمل واحدة، بحيث لا يختلف أداء الحضانات فى سوهاج عن مثيلاتها فى القاهرة أو الإسكندرية مثلاً.

وأوضح الأمين العام أن الجمعية الشرعية لا تبتغى من وراء نشاطها الطبى ولا من غيره أية أهداف سياسية؛ فهى تقوم فى كل أعمالها على أساسين كبيرين الدعوة إلى الله، والعمل الصالح الذى هو رفع الكروب عن المكروبين، وذلك فى محاور تسعة، منها القطاع الطبى بجانب محاور أخرى مثل التنموى، الإغاثى، الاجتماعى، العلمى.. إلخ.

وكشف أن تجربة تطوير مركز الشهداء ستمر بها جميع المراكز، لأن الجمعية بعد الانتشار الأفقى بالألف حضانة تهدف إلى التطوير النوعى.

أول مركز على مستوى الجمهورية:

من جانبه، ذكر د. محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة المركز الطبى بالشهداء، والمستشار الطبى للجمعية الشرعية، أن مركز الشهداء للأطفال المبتسرين له مكانة خاصة فى القطاع الطبى بالجمعية الشرعية، فهو أول مركز للمبتسرين أنشأته الجمعية على مستوى الجمهورية، منذ 18 عاماً (فى سنة 1999) ثم تبعه حضانات شملت معظم أنحاء مصر، ويقترب عددها من الألف حضانة.

وأوضح أن فكرة إنشاء حضانات للأطفال المبتسرين وُلدت على يد د رضا الطيب رحمه الله حينما لمس أثناء عمله بالمطرية مدى الحاجة الملحة لها خاصة لدى غير القادرين، وبدأ التفكير جديًا حتى وجد استجابة من القائمين على مركز الشهداء الذين رحبوا بالفكرة ووفروا الإمكانات اللازمة.

وأضاف: إن مما يساعد على سير منظومة العمل بحضانات الشهداء، هو حالة التآلف التى تجمع كل العاملين بها، من أطباء وممرضات وفنيين.

وأشار إلى أنه وفى ظل خطة لتجويد العمل، على جميع المحاور من أجهزة وكوادر طبية، فإن عدد حضانات مركز الشهداء يشهد زيادة تدريجية، حتى يصل العدد للطاقة القصوى، وهى 50 حضانة.

وأكد د رشاد أن حضانات الأطفال المبتسرين بها عجز شديد على مستوى الجمهورية، يصل إلى 50% على الأقل، ولذلك اقتحمت الجمعية الشرعية هذا المجال ومجالات طبية أخرى فأنشأت الجمعية 32 مركزًا طبيًا تعمل بالمجان.

وأوضح أن حضانات الجمعية الشرعية بجانب منظومة العمل التى تظلل الطفل بكامل الرعاية أثناء وجوده بالحضانة تنفرد بخدمة لا تقدمها حتى المراكز الاستثمارية، وهى متابعة الطفل لمدة ثلاثة أشهر بعد خروجه من الحضانة، بالإضافة للكشف عن السمعيات والبصريات قبل انتهاء فترة الحضانة، وبالفعل تم اكتشاف حالات مرضية مبكرة عند بعض الأطفال.

أما عن الرسالة التى تقدمها الجمعية الشرعية من خلال نشاطاتها الطبية فقال رئيس فرع الشهداء: إن رسالتنا أن يعرف العالم أنه من الممكن أن يجد غير القادر عناية طبية على أرقى مستوى بالمجان، مع الكرامة فجاءت تجربة الجمعية الشرعية متميزة بالسبق والتفرد، فلا نعرف جهة تعالج المريض مجانًا، إلا الجمعية الشرعية، فخدماتنا رغم أنها بالمجان فإنها تقدم أرقى مستوى طبى.

وأضاف: هذا المركز هو الأول الذى يخضع لعملية التطوير فى منظومة القطاع الطبى؛ والتطوير عندنا له جانبان تطوير الجدران والأثاث والمعدات، وهذا أسهل تطوير، أما التطوير الثانى فهو الأصعب ولا ينتهى بافتتاح المركز وهو التطوير الإدارى والمالى والتقنى والتأهيلى.

شهادة قيادات وزارة الصحة:

يذكر أن حفل الافتتاح، بعد التجديد، حضره قيادات الجمعية الشرعية، ووفد من وزارة الصحة على رأسه د. ممدوح الهادى- مدير إدارة العلاج الحر بالوزارة، ود. فاطمة زايد- مدير العلاج الحر بمدينة نصر.

وقال د. ممدوح الهادى: مركز الشهداء للأطفال المبتسرين هو إضافة جديدة للخدمات الطبية التى تقدمها المؤسسات الخاصة، ويقدم خدمة على أعلى مستوى، وهذا أمر يسعدنا ومشكور ومحمود من الجمعية الشرعية التى تعودنا منها أن تقدم الخدمات الجليلة، وتكون دائمًا رائدة فى مجال الخدمات الطبية والاجتماعية وجميع الخدمات التى تقدمها للجماهير.

وأضاف: إن هذا العدد الكبير من الحضانات فى هذا المركز وغيره من مراكز الجمعية الشرعية يسدُّ ركنًا مهمًا فى خدمة الأطفال المبتسرين التى نعانى فيها نقصًا شديدًا. وأقول لهم: ربنا يوفقكم ونحن فى الوزارة معكم ووراءكم فى أى مساعدة تطلبونها.

من ناحيتها، قالت د. فاطمة زايد: هذا المركز صرح يضاف إلى إنجازات الجمعية الشرعية، ولى الشرف أننى أُشرف على مركزَىْ مسجد المصطفى ومسجد الشهداء منذ تسع سنوات وأشهد أن هذا المركز به أحدث الأجهزة، ويقدم خدمة متميزة ويحقق نِسَبَ شفاءٍ عالية جدًا فى مجال الأطفال المبتسرين.

وأضافت: كما أنهم يستقبلون الناس دون محسوبيات بل حسب الأماكن الموجودة وأسبقية الحجز ويقدمون الخدمات للجميع، فهم أيضاً لا يفرقون بين مسلم ومسيحى. جزى الله رجال الجمعية الشرعية خيرًا وبارك فيهم. ▪