يشير الشيخ عبدالحميد رخا رئيس فرع التوحيد ومشرف عام الجمعية الشرعية بمحافظة القليوبية إلى أن الصرح الكبير يتكون من مبنيين؛ الأول فى خمسة طوابق والثانى فى 11 طابقاً: أما الأول فيضم الطابق الأرضى: مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم تضم 3 آلاف طفل فى جميع الأعمار السنية بنين وبنات بواقع 3 أيام بنين و3 للبنات، بواسطة نخبة من المعلمين والمعلمات يحملون إجازات بالقراءات العشر، الطابق الأول علوى: حضانة للرضع وحضانة لرياض الأطفال، الطابق الثانى علوى: إدارة الفرع- لجنة المحافظة- قاعة لعقد مجالس الصلح وفض المنازعات والتوفيق بين المتخاصمين، لافتا إلى أن هذه اللجنة قامت مؤخرًا بالتوفيق فى أربع حالات قتل، قاموا بدفع الدية كاملة حتى بعض الأقباط تقضى عندنا فى منازعاتهم نظرا لمصداقيتها العالية والثقة والعلاقات الطيبة التى تجمعنا بجميع أقباط المنطقة.
أما الدور الثالث علوى فهو دار للمغتربات لطلابات الجامعات ويضم 70 طالبة، بينما يضم الدور الرابع علوى: صالة لعقد اجتماعات خاصة بلجنة الدعوة.
خدمات اجتماعية
وفيما يتعلق بالخدمات الاجتماعية التى يقدمها فرع التوحيد، أوضح الشيخ رخا أن الفرع يتميز بتقديم حزمة من الخدمات والمشروعات الاجتماعية لأيتام المنطقة وأمهاتهم من خلال مشروع كفالة الطفل اليتيم لعدد 3 آلاف طفل ورعايتهم رعاية اجتماعية كاملة من خلال عطاءات رمضان والعيدين والزى المدرسى والأدوات الدراسية، إضافة إلى الرعاية الصحية من خلال الكشف الطبى وتقديم العلاج بالمجان من خلال مستشفى التوحيد، إضافة إلى رعاية 170 طالبًا ضمن مشروع طالب العلم وقد حاز الفرع مؤخرًا على المركز الثانى على مستوى المحافظة فى مسابقة طالب العلم.
ويشير إلى أن أمهات الأيتام يتم إلحاقهن لمن تريد فى مشروع الأسر المنتجة لتعلم الخياطة فى مشغل الفرع من خلال متخصصات ويحصلن على ماكينات للخياطة للعمل عليها فى منازلهن، إضافة إلى مشروع المسلم الفقير والذى يرعى المطلقات والأرامل وأصحاب الحاجات والمرضى من خلال عمل أبحاث اجتماعية لكل حالة وبعد دراسة كل حالة يتم صرف رواتب شهرية إضافة إلى صرف الأدوية والعطاءات فى المناسبات.
وبالإضافة إلى حزمة المشروعات الاجتماعية، يتميز فرع التوحيد بالبكرى بنشاط دعوى متميز من خلال وجود لجنة للدعوة تضم 500 مسجد، ومكاتب لتحفيظ القرآن الكريم- لإلقاء الدروس الدعوية الأسبوعية، إضافة للجان للوعظ والإرشاد.
وأثناء جولة "التبيان" داخل فرع التوحيد لفت نظرنا المستوى التعليمى المتميز والنظافة والنظام لحضانات رياض الأطفال.
وعن الحضانة والخدمات التى تؤديها؛ قالت السيدة صباح عبده مرسي، مدير الحضانة إن الحضانة تتميز بتوفيرها أدوات تعليمية متميزة وحديثة بواسطة نخبة من المعلمات المتميزات ممن حصلن على كليات رياض الأطفال، مشيرة إلى أن الحضانة تشمل تعليم (قرآن كريم- حديث شريف- عربي- إنجليزي- سلوكيات).
وأضافت: أن الحضانة تستقبل الأطفال من عمر 3 سنوات إلى ما قبل المدرسة فى تمام الثامنة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا، مشيرة إلى أن البرنامج اليومى يبدأ فور الاستقبال، إضافة إلى تنظيم رحلات ترفيهية ومسابقات لتشجيع هؤلاء الأطفال والترفيه عنهم.
دار للمغتربات
وللحديث عن دار المغتربات، أشارت السيدة زينب نصر الدين مدير دار المغتربات إلى أنها تعمل فى الدار منذ 22 عامًا قائلة: الدار أصبحت حياتى فأنا أم لـ75 بنتًا منهم، 72 فى الدار والأخريات بناتى فى السكن والمعيشة.
وأضافت: تجمعنى بالطالبات علاقة روحية فأنا لهن بمثابة الأم، وتذكر أن إحدى البنات تسكن منذ 7 سنوات وبعد أن تخرجت فى كلية الطب، تم تعيينها معيدة ولا تزال تسكن معنا.
وعن الإجراءات المتبعة لاستقبال وتقديم الطلبات، أوضحت أن الدار نظرًا لما تتميز به من أمن ونظافة والتزام تحظى بإقبال كبير والالتحاق يكون بأسبقية الحجز وتستقبل من جميع محافظات الجمهورية، بدءًا من شمال سيناء، إلى أسوان فى جنوب مصر، مشيرة إلى ضرورة تقديم إثبات قيد من الكلية- جدول المحاضرات- صورة من بطاقة الرقم القومى للطالبة ووالدها وإقرار ولى الأمر والالتزام باللوائح والتعليمات المنظمة للدار.
وأوضحت أن الدار توفر ظروفًا معيشية متميزة من خلال حجرات تضم أسِرة نظيفة إضافة إلى توافر 4 ثلاجات وبوتاجازات ومطبخًا يضم جميع أدوات الطهى وغسالات للملابس، ومكتبة للقراءة والاطلاع وتنظيم حفلات سمر ومسابقات ترفيهية.
مع الطالبات
والتقت "التبيان" بعض طالبات الدار للحديث عن الخدمات التى تقدمها الدار وأوجه الرعاية، وقالت سندس ممدوح- تجارة الأزهر من محافظة الفيوم: التحاقى بالدار هنا منذ عامين شجعنى على مواصلة رحلتى مع القرآن الكريم والتى بدأتها منذ صغرى وختمت على يدى والدي، واستكملت هنا فى مدرسة تحفيظ القرآن فى فرع التوحيد حتى حصلت على سند متصل فى الشمائل المحمدية والمركز الثانى على مستوى جامعة الأزهر فى مسابقة الحديث الشريف، وتقدير جيد جدًا فى الرواق داخل الجامع الأزهر.
وتضيف: نحرص هنا فى الدار على إقامة الصلوات فى أوقاتها وبعض الدروس واللقاءات الإيمانية.
مريم محمد- دراسات إنسانية محافظة المنوفية: تقول أسكن هنا منذ 3 سنوات نظرًا للأمان الكبير الذى نشعر به إضافة إلى التزام الدار الشديد فى مواعيد الحضور والعودة، وهو الأمر الذى أسعدنى وأسعد أسرتى.
شرين أيمن- هندسة الأزهر محافظة الدقهلية تقول: رفعت الدار عنى عناء البحث عن سكن خارجي، فرغم أننى لدى إمكانية الالتحاق بالمدينة الجامعية فأهلى أصروا على الإقامة فى الدار نظرًا لما توفره لى من هدوء ونظام يتيحان لى القدرة على التركيز فى المذاكرة، إضافة إلى توافر عنصر الأمان والتزام جميع الطالبات بالسلوكيات العالية.
ومن داخل مشغل أمهات الأيتام التقينا السيدة صدف سعيد- 60 عامًا وقالت: أعمل هنا منذ 30 عامًا بدأت كمعلمة فى الحضانة ثم بدأت أعمل فى المشغل كمتدربة إلى أن أصبحت الآن كبيرة المعلمات فى المشغل، وتعلم على يدى والحمد لله مئات الشابات والأرامل، فرغم أن عمرى الآن 60 عامًا فما زلت أعمل وأكافح.
وتضيف: أنصح كل أم يتيم أن تكون طموحة وتكافح لتجعل أولادها يعيشون حياة كريمة، فتفيد وتستفيد فاليد العليا خير من اليد السفلى التى تطلب الصدقة والمعونات، فيجب أن تتعلم مهنة وأيسرها أن تلتحق بالمشغل لتتعلم ولتأخذ ماكينة خياطة تساعدها على المعيشة.
صرح طبى
وأمام هذا المبنى يقف صرح طبى عملاق على 11 طابقًا، يضم عيادات لجميع التخصصات وغرفًا للعمليات الجراحية الكبرى على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الأجهزة الطبية، وبواسطة نخبة من أساتذة كليات الطب والاستشاريين لتقديم خدمة طبية متميزة بأجر رمزى وبالمجان للأيتام والفقراء.
وعن مكونات هذا الصرح الطبي، يقول الشيخ عبدالحميد رخا: يقع المبنى الجديد على مساحة 1250 مترًا، تم تشييده على 11 طابقًا، بتكلفة بلغت 30 مليون جنيه، البدروم يضم: مركزًا للأشعة التشخيصية "رنين- أشعة مقطعية تحت الإنشاء- مطعمًا وثلاجة ومغسلة للمستشفي، الدور الأرضى: مسجدًا على كامل المساحة، ومصلى للسيدات على نصف المساحة، الدور الثانى: مستشفى لجميع التخصصات الطبية (أنف أذن وحنجرة- باطنة- جهاز هضمي- رمد- قلب- أسنان- عظام- مخ وأعصاب- أطفال- علاج طبيعي- أشعة عادية بالكمبيوتر- جلدية- نساء وولادة- ومعمل للتحاليل) تضم أحدث الأجهزة الطبية.
ويشير الشيخ رخا إلى أنه على سبيل المثال تضم عيادة العلاج الطبيعى وحدة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية فى مجال العلاج الطبيعي، والتأهيل ووحدات تفتيت الدهون بالليزر بأجهزة الأشعة تحت الحمراء، الساونا، حمامات الشمع والموجات فوق الصوتية، وصالة متكاملة للجيم.
أما الطابق الثالث فيضم حجرتين للعمليات الجراحية الكبرى تم تزويدهما مؤخرا بجهاز C.ARM بتكلفة 620 ألف جنيه تبرع به أحد رجال الأعمال إضافة إلى غرفة للإفاقة.
ولفت إلى أن المستشفى بصدد افتتاح طابقين يضمان 40 سريرًا لإفاقة المرضى فور الانتهاء من العمليات الجراحية إحداهما للرجال والأخرى للسيدات.
أما الدور الخامس فيجرى تجهيزه لإجراء العمليات الدقيقة كالقلب المفتوح والرمد، بينما يضم الدور السادس مكتبة عامة و3 قاعات للندوات والاجتماعات والمؤتمرات بطاقة استيعابية تصل إلى 1000 فرد، بالإضافة إلى تجهيز المستشفى بعدد 3 أسانسير وتزويده بأحدث عوامل الأمن الصناعى.