أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الأديان جاءت من أجل تحقيق السلام والتعايش بين البشر جميعا، مشيرًا إلى أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه القادة الدينيين في تحقيق الاستقرار والسلم المجتمعي.
وقال الطيب، خلال لقاءه القس ماركوس دروجا، والقس هاينر كوخ، رئيسا الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية في برلين وبراندنبورح، بمقر إقامة فضيلته بالعاصمة الألمانية، إنه على الرغم مما حققه الإنسان من التقدم المادي والحضاري والعلمي والفلسفي إلا أن هذا التقدم لم يحقق للإنسان السعادة المرجوة، موضحًا أن البعد عن الدين يسبب للإنسان شقاءً كبيرًا.
وأوضح الطيب أن الأزهر الشريف لديه استعداد كبير للتعاون مع القيادات الدينية المسيحية والمعتدلين من القيادات الدينية اليهودية لنشر ثقافة السلام في العالم أجمع ومواجهة هذا المد الإجرامي للإرهاب، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف لا يستطيع بمفرده أن يواجه الإرهاب، ولكن لابد أن تتحد أجراس الكنيسة مع أذان المنارات بالمساجد لتقول في صوت واحد لا للإرهاب.
وأعرب القس ماركوس دروجا، والقس هاينر كوخ ، عن تقديرهما لزيارة فضيلة الإمام الأكبر لبرلين للمشاركة في الاحتفالية التي تقيمها حركة الإصلاح الديني في أوروبا، مؤكدين على القيمة الرمزية التي تمثلها هذه المشاركة بالنسبة للشعب الألماني .
وأكدا دروجا وكوخ تقديرهما أيضا للجهود التي يقودها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في نشر ثقافة السلام والتعايش وتحقيق التواصل بين القادة الدينيين بما يعود بالخير على البشرية جمعاء، لافتين إلى أن القمة الإسلامية المسيحية التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة الشهر الماضي بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان وما سبقها من زيارة شيخ الأزهر للمقر البابوي مثلت منطلقًا جادًا للحواروكانت بمثابة تعانق حب وسلام بين المسيحية والإسلام.
حضر اللقاء السفير المصري في برلين، بدر عبد العاطي، والمستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر، الدكتوى محمد عبد الفضيل، منسق عام مرصد الأزهر باللغات الأجنبية.