قال البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس دولة الفاتيكان، إنه لابد من رفض البربرية التي تدعو للعنف، ويجب تنشئة الأجيال التي تستجيب للمنطق وزيادة الخير.
وأكد البابا فرانسيس، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي للسلام، في أولى فعاليات زيارته إلى القاهرة، على ضرورة السعي دائما على إيجاد الآخر وعدم ترسيخ الهوية المنغلقة، بل المنفتحة على الجميع والمتواضعة والعزيزة في نفس الوقت، التي تسعى لإقامة حوار وإعلاء قيمة الذات والوصول إلى الارتقاء والمشاركة بين الجميع.
وإلى نص كلمة بابا الفاتيكان كاملة..
في إطار هذا المؤتمر الدولي للسلام أتقدم بجزيل الشكر لأخي أحمد الطيب، لأنه فكر ونظم لهذا المؤتمر، ولأنه دعاني إليه وأتقدم إليكم ببعض الأفكار التي استقتها من هذه الأرض، الحضارة والتاريخ.
فمنذ قدم التاريخ ظهرت عليًا آثارًا هامة علوم الفيزياء والهندسة، كلها علوم اختارها القائمون هنا، لتنوير المستقبل والبحث عن السلام، لأنه لن يكون هناك سلام دون تعليم جيد للشباب. التعليم يصبح مهم جدًا من خلال تشكيل الهوية غير المنغلقة على نفسها، الحكمة والسعي لإيجاد الآخر، المنفتحة على الجميع، المتواضعة والعزيزة، التي تسعى لإقامة حوار مع الحاضر دون اللجوء لتفسيرات مملة، التعليم لا يسعى للسلطة وإعلان قمة الذات، ولكن الارتقاء والمشاركة. من الماضي استمدينا أمثلة أن العنف يؤدي للعنف والشر يؤدي للشر، من خلال رفض الرسائل الإلهية، ورفض كرامة الإنسان، التي هي عزيزة على الله.من خلال حب التعارف في مجال الحوار الديني، نحن مدعوون للسير جميعًا معا مقتنعين أن مستقبلنا جميعًا مرتبط ببعضه.
لا يمكن بناء حوار على الغموض وإنما على الصراحة. النقطة الثانية هي الشجاعة على الاختلاف، لأننا مجتمعون أن الله خلق جميع الأفراد، حيث أنه لابد من وضع استراتيجية لتحديد التنافسية لتعليم الاحترام المتبادل والحوار المخلص، مع الاعتراف بحرياته الدينية، وهذا يشكل الطريقة الأمثل للوصول إلى المستقبل، حتى نصبح بناة حضارة. لابد من رفض البربرية التي تدعو إلى العنف، من تبرير الهواء الملوث بالكراهية، إننا مدعوون مسلمون ومسيحييون للمساهمة في ذات الأمر نحن نعيش على أرض الإله، لذلك يمكن أن نسمي أنفسنا أخوة وأخوات لأننا بلا إله سنكون كالسماء بلا شمس نتأمل وندعو من الله أن تشرق الشمس أخوة جديدة على هذه الأرض التي تمثل أرض الحضارة، إنها أرض التاريخ، والتجانس والتآخي، في مصر لا يمكن أن تغيب شمس المعرفة. بل أيضًا شمس الدين أشرقت على هذه الأرض، فقد كانت الرحلة الدينية المقدسة أثرت تاريخ وحضارة هذه البلاد، وأكدت أهمية الاعتراف بالخير المشترك وهذا التآلف والتآخي، لايمكن أن تتقدم البشرية دون الاعتراف بدور الله، والسعي للوصول إليه، لابد من مقاومة الذين يريدون إبعاد دور الدين عن الواجب الحضاريي والإنساني. إننا نؤكد أن الدين ليس مشكلة، وإنما هو جزء من حل المشكلة، لابد أن نتعلم كيف نبني حضارة الإنسان، إن الله يؤكد دائمًا أنه لا مجال للعنف، لأنه هو إنكار لأي دين حقيقي نحن مسولون عن كشف العنف الذي يضع نفسه في ثوب ديني، لابد أن ننشر هذه الحقيقة، نحن مدعوون لرد هذه الشبهات، وإظهار حقيقة كل الأديان، إنه إله السلام ولذلك، لا يمكن تبرير أي شكل للعنف باسم الله، ولا تقبل الجرائم التي ترتكب باسم الدين أو باسم الله، التي لن تصدر من قلب حقيقي محب لله الدين لا يتعلق فقط على الشخص، لكنه تعلق أكثر بسلوكه تجاه السلام، وأن نطلب من الله أن يهبنا روح السلام ونستطيع الوصول للوئام والصداقة. نحن كمسيحيين لا نستطيع أن ندعو الله الواحد إذا لم تصرف جيدًا تجاه كل إنسان، الذي هو صورة الله نحن مشاركون في مكافحة الشر، الذي يجتاح العالم، وإن طريق الإحسان مفتوحة أمام كل البشر، حتى يستطيع الجميع تحقيق الإخاء العالمي، ليست برفع الصوت أو زيادة التسليح لحماية أنفسنا نحن بحاجة إلى صنع السلام لا لإثارة النزاعات، نحن دعاة تصالح، لا ناشري دمار لا يساعد الحث على العنف على نشر السلام، إن الدعوة إليه عامل يساعد أهل الأصولية، وللوقاية من النزاعات من الأساسي التعاون لإنهاء حالات الفقر والاستغلال حيث تسهل الأصولية، وتتفقد عليه المال والسلام ممن يشجعون العنف ولابد من مقاومة انتشار الأسلحة التي يجب استخدامها يومًا ما، والعمل على منع سرطان الحرب، ونحن مسوؤولون ككل المؤسسات الإعلامية والسياسية لابد أن نسعى إلى نشر الأخوة والسلام بين البشر، آمل أن تككون أرض مصر، أدعو الله أن يستجيب لدعوتنا في نشر الحاضرة والأخوة، ونعمل على نشر السلام من أجل هذا الشعب الطيب.