أصدرت جمعية إحياء التراث الإسلامي تقريرها الإداري والمالي للعام المنقضي (2016م) تضمن أبرز ما قامت به اللجان التابعة للجمعية من مشاريع وأعمال، سواء داخل أو خارج الكويت.
وفي تصريح لوليد الربيعة – أمين سر جمعية إحياء التراث الإسلامي – قال: بأن العمل الخيري في جمعية إحياء التراث الإسلامي اكتسب سمعة دولية بانجازاته الكثيرة ، وقد تميز هذا العام بأعمال ومشاريع داخل وخارج الكويت.
ففي داخل الكويت استمرت الجمعية بمساهماتها في شتى المجالات التعليمية والخيرية، ومن ذلك: قيام إدارة لجان الزكاة والصدقات التابعة للجمعية بالعمل على إحياء فريضة إيتاء الزكاة، والمساعدة في سد حاجة الفقراء والمحتاجين داخل الكويت، حيث تم مساعدة أكثر من (8183) حالة.
كما قامت الجمعية بإنشاء حلقات لتحفيظ القرآن الكريم بلغ عددها (112) حلقة يدرس فيها ما يقارب من (7) آلاف طالب وطالبة وتعمل على مدار العام.
وأضاف الربيعة أن من أولويات العمل في داخل الكويت، والذي تحرص عليه الجمعية نشر الوعي الديني بين أفراد المجتمع بكافة فئاته بالكلمة الطيبة، والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وظهر ذلك جلياً فيما تنفذه لجان الدعوة والإرشاد التابعة لها من طباعة الكتب، وتنظيم المحاضرات والحملات الدعوية، ومواجهة ما يطرأ على الساحة من ممارسات خاطئة تسيء لديننا وعادات وتقاليد مجتمعنا الإسلامي، كذلك التعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والإعلامية من أجل إصلاح المجتمع ونشر الخير.
وقد بلغ عدد المحاضرات والدروس الشرعية والعلمية التي نفذتها هذه اللجان أكثر من (290) نشاط خلال العام فقط، وتنظيم ما يقارب من (15) ملتقى وأسبوع ثقافي منها على سبيل المثال: ملتقى (الكويت عاصمة الثقافة الإسلامي 2016)، والذي عقد في المقر الرئيس للجمعية، وملتقى (حياة القلوب)، وملتقى (أحكام السفر) في العارضية، كذلك ملتقى (التعامل الأسري وفق المنهج النبوي)، وملتقى (أفلا يتدبرون القرآن) في صباح الناصر، بالإضافة لتنظيم ملتقى (رمضان شهر المحبة) في هدية، وملتقى السيرة بعنوان: (أولئك آبائي)، وملتقى (أولادنا والتربية) في الجهراء. وذلك سعياً من الجمعية لبث الوعي والدعوة الى الله تعالى، وحماية جميع فئات المجتمع، وخصوصاً الشباب من الضياع والانحراف، واستغلال وقت فراغهم وخصوصاً في العطلة الصيفية بما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم.
أما اللجنة النسائية والتي حملت على عاتقها أمانة الدعوة إلى الله والقيام بواجبها نحو جمهور النساء فقد سعت إلى تحقيق الأهداف التي تصبو إليها، ومنها: تأصيل العقيدة الصحيحة وبيان عقيدة أهل السنة والجماعة، ونشر الدعوة إلى الله وإحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال مختلف الأنشطة والفعاليات الدعوية. ولم تغفل اللجنة الجاليات التي تعيش بيننا، حيث اهتمت بتثقيفهن من خلال تنظيم المحاضرات والندوات، وتوزيع الكتيبات بعدة لغات، كذلك دعوة غير المسلمات منهن، وذلك من خلال حلقة التنوير بالإسلام.
وحول عمل الجمعية خارج الكويت قال وليد الربيعة – أمين سر جمعية إحياء التراث الإسلامي - بأن نشاط الجمعية خارج دولة الكويت يمتد إلى جميع قارات العالم، ويتمثل في: الدعوة الى الكتاب والسنة، ونشر العقيدة الإسلامية الصحيحة بين المسلمين، كذلك إقامة المشاريع الخيرية التي يحتاجها المسلمون في كل أنحاء العالم (مساجد – مدارس – مراكز صحية – مزارع)، ومساعدة الدعاة ومعلمي القرآن، وتفريغهم للعمل على نشر دين الله تعالى، بالإضافة لإغاثة المنكوبين، وتقديم الإعانات الغذائية والدوائية، والاهتمام بالمشاريع الاستثمارية التي يعود نفعها على المسلمين بالاكتفاء الذاتي، وإيجاد فرص عمل للمسلمين.
ويأتي ذلك بدعم من المسئولين في الدولة في وزارة الخارجية ووزارة الشئون الاجتماعية والعمل، والجهات الحكومية الأخرى.
ومن أهم إنجازات الجمعية على هذا الصعيد خلال العام الماضي (2016م) في مجال المشاريع الخيرية هي: بناء (768) مسجداً، و(52) مركزا إسلامياً، و(41) مدرسة، وبناء (2) كلية جامعية، وإنشاء (64) مزرعة، كذلك بناء (11) داراً للأيتام، و(201) سكناً للفقراء، كذلك القيام بحفر (2915) بئراً، وعمل (301) مشروعاَ إنتاجياَ، و(1611) مضخة يدوية، بالإضافة لكفالة الدعاة ومحفظي القرآن.
هذا بالإضافة لمشاريع الإغاثة العامة التي تهدف لتوفير مواد الإغاثة بمختلف أنواعها لمنكوبي الكوارث الطبيعية وإيصالها لهم بأسرع وقت، كما في سوريا واليمن وإندونيسيا والفلبين والصومال، كما تبنت الجمعية تنفيذ بعض المشاريع الموسمية مثل: (إفطار الصائم)، ومشروع (ذبح الأضاحي)، ومشروع (الحج). كما تقوم الجمعية بتنفيذ مشاريع (الكتب والمكتبات)، والتي يأتي في مقدمتها مشروع (مكتبة طالب العلم)، وبلغ عدد المكتبات التي أصدرتها الجمعية حتى الآن (8) مكتبات مختلفة ضمت مراجع قيمة أساسية للدعاة وطلبة العلم، وكان الإصدار الثامن من هذه المكتبة إصدار متخصص في التحذير من الإفساد في الأرض والتطرف والتكفير والغلو في الدين، حيث قدمت الجمعية من خلاله نموذجاً ملموساً لمنهجيتها السليمة بالسير على نهج الوسطية، وتجسيداً حياً لأهدافها في خدمة التراث الإسلامي، ومساهمة منها في إيضاح مسائل الخلاف والنزاع التي تدور على الساحة مستنيرة بأقوال العلماء الراسخين.
وحول نشاط الجمعية في مجال كفالة الأيتام قال وليد الربيعة – أمين سر جمعية إحياء التراث الإسلامي: مشاريع كفالة الأيتام من المشاريع المهمة والتي تحظى بأولوية العمل في الجمعية، والذي تهدف من ورائه رعاية أطفال المسلمين ممن فقدوا آباءهم، وتوفير متطلبات العيش الكريم لهم بعيداً عن الانحراف والضياع. وتعمل الجمعية في هذا المشروع في اتجاهين رئيسيين: الأول: كفالة اليتيم بمبلغ شهري يضمن له الحياة الكريمة، والاتجاه الثاني: إنشاء مؤسسات متخصصة لتربية وتعليم وإيواء هؤلاء الأيتام، ومثال ذلك مشاريع الإيواء، ومنها قرى ودور أيتام نموذجية، وقد أنجزت الجمعية خلال العام (2016م) فقط عدد (11) داراً للأيتام في القارة الهندية والقارة الأفريقية وفي دول جنوب شرق آسيا.
وكذلك مشاريع التعليم مثل: مدارس ومعاهد فنية متخصصة يتعلم منها الأطفال الأيتام حرف وصناعات يدخلون بها إلى الحياة العملية، وقد تكفلت الجمعية بما يقارب (37662) يتيماً في مختلف الدول الفقيرة من خلال اللجان القارية التابعة لها.
كما تطرق الربيعة إلى سعي الجمعية إلى إبراز دورها عالمياً ومحلياً في المساعدات الإغاثية والطبية والتعليمية والمعيشية للذين يعانون من الكوارث الطبيعية والحروب، وذلك من خلال مشاركتها في العديد من المعارض والفعاليات التي تعقد خارج الكويت، ومن ذلك المشاركة في معرض (مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني)، والذي عقد في العاصمة التركية (اسطنبول)، حيث قامت الجمعية من خلاله ببيان أبرز مشاريعها وأعمالها الإنسانية، وخصوصاً في مجال الإغاثة الإنسانية بجميع أنواعها، ثم المشاريع التعليمية في مختلف أنحاء العالم والتي تجاوزت الستمائة مشروع ما بين مدرسة ومعهد وحاضنات حرفية. بالإضافة لانجازاتها في توفير مياه الشرب عبر إنشاء الآبار بمختلف أنواعها وخزانات المياه وغيرها، كذلك تم بيان مشاريعها في المجال الصحي من مستشفيات ومراكز صحية وغيرها.
كما شاركت الجمعية في مؤتمر (مواجهة التطرف الفكري)، والذي أقامته وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية برعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ /صباح الأحمد الصباح حفظه الله، حيث شاركت الجمعية بورقة عمل متميزة بعنوان: (جهود جمعية إحياء التراث الإسلامي في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب)، وقد تضمنت الورقة ثلاثة فصول رئيسية لخصت الجمعية في الفصل الأول منها (الموقف الشرعي من التطرف الفكري..أسبابه..مصادره..علاجه) شارك بها الشيخ/ طارق العيسى - رئيس مجلس إدارة جمعية إحياء التراث الإسلامي - حول (تجارب المؤسسات والهيئات الإسلامية) وعلى رأسها جمعية إحياء التراث الإسلامي.
كذلك المشاركة في فعاليات احتفالية (الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية 2016) بتنظيم العديد من الأنشطة والمحاضرات، ومنها: ملتقى ثقافياً لبيان إنجازاتها خلال مسيرة عملها الخيرية، وأهدافها ودورها في العمل الخيري داخل وخارج الكويت، ومساهمة الجمعية في بيان خطر الأفكار التي تسعى لنشر التطرف والتكفير في مجتمعاتنا الإسلامية، حيث تم تنظيم محاضرة: (نبذ التطرف والغلو في الدين والحث على طاعة ولي الأمر بالمعروف) ألقاها الشيخ/د. محمد الحمود النجدي، وعرض فلم وثائقي عن تاريخ وإنجازات الجمعية في جميع مجالات العمل الخيري منذ تأسيسها، بالإضافة لافتتاح معرض لاستعراض صور المشاريع الخيرية داخل وخارج الكويت والتي قامت بها الجمعية.
وأخيراً، فإنا نهيب بأهل البر والإحسان الاستمرار في عمل المشاريع الخيرية التي تخدم المسلمين أينما وجدت الحاجة، فهذه المشاريع الخيرية يحفظ الله عز وجل بها العباد والبلاد.
وفي نهاية تصريحه شكر وليد الربيعة – أمين سر جمعية إحياء التراث الإسلامي – حكومة دولة الكويت ممثلة بوزارة الشئون، ووزارة الخارجية، ووزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، والأمانة العامة للأوقاف وبيت الزكاة، والتي يسرت لهذه الجمعيات الخيرية العمل لمساعدة إخواننا المسلمين في شتى بقاع الأرض.