هذا الحلم ظل يراود قرابة 1500 مسلم هم أبناء قرية دار ليار بمدينة سيتا كوند في بنجلاديش لسنوات إلى أن تقدمت جمعية أعن المحتاجين البريطانية من خلال مكتبها ببنجلاديش إلى مؤسسة راف التي قامت بدورها بتسويقه لدى محسني ومحسنات قطر، فبادرت إحدى المحسنات القطريات بتبني هذا المشروع الذي يخدم سكان القرية جميعا، ويمكنهم من إقامة الصلاة وتعليم أبنائهم ورعاية كبارهم، الأمر الذي أوجد فرحة غامرة من جميع أبناء القرية بإنجاز هذا المشروع الذي تم افتتاحه مؤخرا.
وكان أحد أبناء القرية قد تبرع بالأرض التي أقيم عليها المركز الإسلامي، غير أن الفقر والحاجة حالا دون تنفيذ المشروع ذاتيا، إلى أن تم تنفيذه من قبل مؤسسة راف، ليكون مركزا حضاريا يجتمع فيه الكبار والصغار وبه تتقوى أواصر القرية، ويتعلم الناس فيه مبادئ الدين السمحة، خاصة أن القرية تبعد عن العاصمة 252 كم.
وقد اجتمع أهل القرية مع جمعية أعن المحتاجين الخيرية شريك راف في بنجلادش والتي أشرفت على تنفيذ المشروع طبقا للرسوم الهندسية التي أقرتها مؤسسة راف، ووقع الاختيار على قطعة الأرض التي تبرع بها أحد أهالي القرية، في موقع متوسط بين القرى المحيطة.
ويتكون مبنى المركز من طابقين بمساحة 168 مترا مربعا لكل من المسجد ومصلى النساء وملحق بناية المدرسة ومركز توعية دينية للكبار، ليكون شاملا ليقدم خدماته لجميع أهالي القرية والقرى المجاورة سينتفعون بالمسجد لتأدية الصلوات الخمس والجمع والجماعات، علاوة على 3 فصول دراسية تتسع لحوالي 110 أطفال للدراسة.
وتم اشراك المجتمع المحلي والمؤسسات المحلية في إدارة المركز، والذي سيطور من التعليم وخاصة الأطفال، ويعد واحدا من مشاريع التنمية المستدامة وكذلك يرتبط بصورة جزئية ببرامج تطوير قدرات النساء وحماية الأطفال .
كما يساعد في التوظيف والقضاء على البطالة حيث سيتم تعيين ما لا يقل عن 20 شخصا من أبناء القرية، سواء من المعلمين والإداريين والإمام وغيرهم.