تنعي الأمانة العامة المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، برئاسة فضيلة الأمين العام للمجلس، الأستاذ الدكتور/ عبد الله المصلح، ومدير المجلس، واللجان التابعة، وجميع رجال المجلس للأمة الإسلامية وفاة الداعية الإسلامية، ودرة زمانها في الدعوة، الدكتوره/ فاطمة عمر نصيف، التي أنشأت أجيالا من النساء الفاضلات العاملات في المجال الدعوي في السعودية والعالم العربي والإسلامي.
الدكتورة فاطمة عمر نصيف رحمها الله كانت من أعيان الحجاز، وهي حفيدة مفتيها سماحة الشيخ/ محمد نصيف رحمه الله، وشقيقة نائب رئيس مجلس الشورى السعودي سابقا، والأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الداعية الدكتور/ عبد الله عمر نصيف شفاه الله وعافاه، وكان لها دور كبير في تأسيس المؤسسات التربوية والجامعية والخيرية ذات الرؤية الحضارية الإسلامية على مدى عقود طويلة.
حصلت على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية من جامعة أم القرى، 1403هـ، وعينت أستاذا محاضرًا بالجامعة، وشغلت العديد من المناصب المهمة في الجامعة، وأسهمت في العملية التعليمية وناقشت العديد من الأطروحات والتحقيقات العلمية، وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية، ولها العديد من المؤلفات الدعوية، شغلت منصب رئيسة لجنة المرأة في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ورئيس قسم جمعية خيركم لتحفيظ القرآن بجدة للقسم النسائي، وهي عضو في العديد من اللجان الدولية والاستشارية، وحصلت على العديد من الجوائز.
وكانت رحمها الله منارة إسلامية عالمية وشخصية جامعية ومجتمعية نادرة، ودرّة النساء العاملات لخدمة الإسلام العظيم ونصرته في أنحاء المعمورة، وسابقة بالخيرات بإذن الله، ولا يزال مؤلفها النفيس (حقوق المرأة وواجباتها في ضوء الكتاب والسنة) يطوف العالم منذ عقود ويترجم إلى لغات كثيرة وتنهل من معينه الأجيال المتنورة بأنوار الوحي الإلهي في زمن الفتن الكبرى والغفلة العظمى.
وكان لها دور كبير في تمثيل وحشد العمل النسائي الاسلامي في المؤتمرات الدولية وصد الهجمات الإلحادية والنسوية.
توفيت الدكتورة فاطمة عمر نصيف اليوم الثلاثاء 31 يناير 2023م، الموافق 9 من شهر رجب 1444هجرية، عن عمر ناهز الثمانين عامًا تقريبا قضتها في خدمة الدعوة الإسلامية.
وإذ تتقدم الأمانة العامة للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بالعزاء لأهلها وطلابها ومحبيها في العالم الإسلامي، نسأل الله تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يجزيها عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يجعل سعيها في ميزان حسناتها، وأن يجعل جهدها رفعة لها، وأن يشفع فيها القرآن والصيام وقراءة القرآن، وأن يجعلها مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا على فراقها لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.