المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  | اتصل بنا

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

وماذا بعد الحج؟

الأحد, 18 أيلول/سبتمبر 2016 10:51

سؤال يجب أن يطرحه الحجاج الأبرار بعد أداء مناسكهم وعودتهم إلى أوطانهم كما ولدتهم أمهاتهم، كما يجب أن تطرحه الأمة كلها بعد أن عاشت بأرواحها

وإيمانياتها مع المناسك والشعائر وبعد أن صام أحباب الأسوة الحسنة يوم عرفة فغفرت لهم ذنوب سنة ماضية وسنة باقية، وبعد أن قضى الجميع أيام الأضحى فى بهجة وسرور وانشراح مع الأهل واللهو المباح، والذكر والتهليل والتكبير والدعاء للملك العليم الفتاح..

ومن فضل الله على الأمة أن عين لها الإجابة على هذا السؤال فى ثمانية أوامر حتى لا تقع فى حيرة ومتاهة، أو تتعثر فى عراقيل البحث عن الطريق وهى الآن ضخمة ومتنوعة فى ظل الفساد الذى انتشر فى البر البحر بما كسبت أيدى الناس، وبما استباحت من الحرمات والأرجاس.

ولأنه يريد بنا اليسر جعل الإجابة فى نهاية سورة الحج حيث يفترض أن يبدأ المسلم حياة جديدة طاهرة من الآثام فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُم فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج:77،78).

البدء إذن بالعناية الفائفة بالخضوع والتبتل والخشوع فى السجود والركوع.

وثانيا: بأداء كل العبادات بإخلاص وإتقان استشعاراً بفضل من رباكم على موائد كرمه منذ صوركم فى الأرحام كيف يشاء.

وثالثاً: بفعل الخير، ولا خير إلا فيما وصاكم به العليم الحكيم من بر الوالدين وصلة الأرحام ورعاية حق الجار، والإحسان إلى اليتامى والفقراء والمساكين، وتفريج الكروب، وعلاج المرضى وتعليم الجاهل، وتزويج العانس والعازب، إلى غير ذلك من بسط الوجه وسماحة النفس وحسن الخلق.

ورابعا: الجهاد فى سبيل الله لا فى سبيل المال والجاه ومستقبل الأبناء والأحفاد، إنه جهاد ضد عدو متربص فى داخل النفس يسعى إلى تدميرها بالشهوات والنزوات، وضد عدو تبجح وحدد أهدافه فى القضاء على قيم الإسلام وحضارته وعقيدته، وأخلاقه؛ مستبدلا بها قيم الديمقراطية الغربية المنفلتة مهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور لمن خالف مراده بأن دعا إلى الفضيلة والعفاف أو سعى إلى الاستقلال فى التشريع والاكتفاء الذاتى فى الضرورات.

وحين يحث القرآن الكريم على الجهاد نراه يؤكد الجدية والهمة فى ممارسته ليكون «حق جهاده»؛ وحق الجهاد مستطاع لكل مسلم إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وما جعل فى الدين من حرج.

خامسا: الشعور بالمكانة التى وضعكم فيها ربكم فقد اجتباكم واصطفاكم واختار لكم ملة أبيكم إبراهيم؛ وقد علمتم من مناسك الحج كيف كانت طاعته الفورية وكيف كانت استجابته لأوامر الله وكيف قذف الشيطان اللعين بالجمرات حين أراد أن يبطئه أو يصرفه عن ذلك.. ثم إن الله قد ادخر لكم شعار الأنبياء فسماكم المسلمين من قبل وفى هذا، وأعطاكم ما لم يعطه أحدا من أسلافكم فجعلكم شهداء على الناس وليس عليكم شاهد إلا من كان بكم رءوفا رحيما.

سادسا: إقامة الصلاة، والإقامة غير الأداء.

سابعا: إيتاء الزكاة وفى الإيتاء معنى الاحتساب والسعادة بالإعطاء.

ثامنا: الاعتصام بالله فلا عصمة إلا به، ولا نجاة إلا بعونه ولا خوف إلا من سطوته... ومن كان مولاه فنعم المولى ونعم النصير.