المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  | اتصل بنا

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

مئوية بلفور - د. عزت جرادات

الأربعاء, 20 كانون1/ديسمبر 2017 14:09

نشرت صحيفة (التايمز اللندنية-Sunday Times) ملفاً خاصاً بمناسبة ( مئوية بلفور : 1917-2017) وقد تصدر الملف الفقرة التالية:
(في 31/10/2017- خرج عضو البرلمان (مارك سايكس) من مكتب الحكومة إلى حيث كان يجلس الزعيم الصهيوني (حاييم وايزمن) وقال له: دكتور وايزمن، المولود صبيّ) وهو المثل نفسه المستخدم لدينا – (صبي أم بنت) أو تراثياً شعبياً (قمحه أم شعيرة)! مع إن التغيير الاجتماعي جعل البنت مقدمة على الصبي، وأما الشعير فأصبح مطلباُ نادراً.
ويبدو أن (مئوية بلفور) ستأخذ اهتماماً بريطانياً، مجتمعياً ورسمياً؛ وسوف تقيم المنظمات الصهيونية والهيئات المؤيدة لها وبمشاركة حكومة بريطانية حفلاً كبيراً بهذه المئوية – فقد أكدت (تريزا ماي) رئيسة الوزراء أن (بريطانيا ستحتفل به بافتخار)، كما وجهت الدعوة إلى (نتنياهو) للمشاركة في ذلك الاحتفال....
• لقد سبق أن أرسل (المؤتمر الإسلامي لبيت المقدس) مذكرة إلى (الاتحاد البرلماني العربي) يقترح العمل على الإعداد المبكر لإقامة احتفال برلماني عربي –عالمي كبير في بريطانيا أو أي عاصمة غربية أو عربية لإبراز المآسي التي سببها هذا الوعد للشعب العربي الفلسطيني، والتداعيات الخطيرة التي أوجدتها السياسة البريطانية وتحميلها المسؤولية الأخلاقية والقانونية جراء هذا الوعد. وبالمناسبة، فقد كان تجاوب الاتحاد البرلماني العربي مقتصراً على أعداد دراسة قانونية بشأن وعد بلفور وإرسالها إلى الحكومة البريطانية مع دعوتها لعدم إقامة ذلك الاحتفال! ومما يجدر الإشارة إليه، بتقدير وتثمين كبيرين، قيام هيئات ومنظمات مجتمعية بريطانية مستقلة بعقد سلسلة من الاجتماعات والندوات للتعريف بهذا الوعد، وإثارة اهتمام منظمات المجتمع البريطانية داعية إلى (فهم وعد بلفور بعد ماية عام من إصداره)، ومن المنتظر أن تقدم مذكرة باسم تلك الهيئات والمنظمات الى الحكومة البريطانية تدعوها إلى الإقرار بمسؤوليتها التاريخية بشأن سياستها تجاه الشرق الأوسط، وإلى إعلان التزامها بالعمل الجاد في تحقيق مستقبل السلام في المنطقة، وأولى الخطوات المؤدية إلى ذلك هي (إقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتيْن).
• ويمكن القول، إن هذا الوعد المشؤوم قد أخذ اهتماماً غربياً أكثر مما عني به عربياً. فقد أقيم احتفال أكاديمي في بريطانيا بمناسبة (مئوية بلفور) وانقل ما ذكر المؤرخ اليهودي والبروفسور في (أكسفورد) وهو (آفي شليم) (أن وعد بلفور لم تتجاوز كلماته أل (67) كلمة، إلا أنه ترك أثاره العميقة والمتواصلة على المنطقة بشكل عام).
• أما وجهة النظر الصهيونية فقد عبرت عنها (بالستاين كرونيكل)-11/10/2017م- بالقول: (بعد مائة عام لقد تمّ الوفاء بوعد بلفور جزئياً فقط، حيث أنشأ الدولة العبرية ولكنه لم يدمر الشعب الفلسطيني): فالوعد المشؤوم كان بالفعل مرسوم إبادة للشعب العربي الفلسطيني... فهو ثاني الوعود الثلاثة التي وعدت بها بريطانيا قبل مائة عام، ونفذت اثنين منها: وعد (سايكس –بيكو) و (وعد بلفور) ولكنها نكثت عهدها الثالث للشريف حسين بإقامة مملكة عربية مستقلة بعد الحرب.

د. عزت جرادات/ الأمين العام للمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس