د/ حامد السيد .. استاذ التفسير و علوم القرآن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
يعتبر حادث الهجرة فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية،
هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية.
ولقد كان لهذه الحادث آثار جليلة على المسلمين،
ليس فقط في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن آثاره الخيرة
قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر
كما أن آثاره شملت الإنسانية أيضًا؛
لأن الحضارة الإسلامية التي قامت على أساس الحق والعدل
والحرية والمساواة هي حضارة إنسانية، قدمت،
ولا زالت تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة،
التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع،
والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه
أو زمانه أو معتقداته.
فسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
لا تُحدُّ آثارها بحدود الزمان والمكان، وخاصة أنها سيرة القدوة الحسنة
والقيادة الراشدة قيادة محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، وما نتج عن هذه الهجرة من أحكام ليست منسوخةً ولكنها تصلح للتطبيق في كل زمان ومكان ما دام حال المسلمين مشابهًا للحال التي كانت عليها حالهم أيام الهجرة إلى يثرب.
وعلى هذا فإن من معاني الهجرة يمكن أن يأخذ بها المسلمون في زماننا هذا، بل إن الأخذ بها ضرورة حياتية؛
لأن الهجرة لم تكن انتقالاً ماديًّا من بلد إلى آخر فحسب، ولكنها كانت انتقالاً معنويًّا من حال إلى حال؛ إذ نقلت الدعوة الإسلامية من حالة الضعف إلى القوة ومن حالة القلة إلى الكثرة، ومن حالة التفرقة إلى الوحدة،
ومن حالة الجمود إلى الحركة.
الهجرة النبوية معناها وأهدافها بالهجرة تحقق الهدف و حول
بالهجرة تحقق الهدف و حول
الضعف إلى قوة
القلة إلى كثرة
التفرقة إلى وحدة
الجمود إلى حركة
الهجرة النبوية معناها وأهدافها
الهجرة لغة:
تعني ترك شي إلى آخر، أو الانتقال من حال إلى حال،
أو من بلد إلى بلد، يقول تعالى:
{والرجزَ فاهجرْ} (المزمل: 5)،
وقال أيضاً: { واهجرهم هجراً جميلاً } (المزمل: 10).
و اصطلاحاً:
الانتقال من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام، وهذه هي الهجرة المادية
أما الهجرة الشعورية :
فتعني الانتقال بالنفسية الإسلامية من مرحلة إلى مرحلة أخرى
بحيث تعتبر المرحلة الثانية أفضل من الأولى
كالانتقال من حالة التفرقة إلى حالة الوحدة،
أو تعتبر مكملةً لها كالانتقال بالدعوة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة.