المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة  | اتصل بنا

المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

وثيقة السلام - أ.د/ محمد مختار جمعة

الإثنين, 27 آذار/مارس 2017 13:34

الإسلام دين السلام ، بكل ما تعنيه كلمة السلام ، فالسلام اسم من الأسماء الحسنى التي سمى بها رب العزة نفسه ، حيث يقول سبحانه في سورة الحشر :” هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ” (الحشر :23) ، والجنة دار السلام ، حيث يقول سبحانه : ” لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ” (الأنعام : 127) ، وتحية أهل الجنة السلام ، حيث يقول الحق سبحانه : ” دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ” (يونس :10) ، ويقول (عز وجل) : ” وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ” (الرعد :23- 24) ، وتحية أهل الإسلام السلام ، بل هي تحية أهل الإيمان ، وهذا نبي الله إبراهيم (عليه السلام) تأتيه رسل ربه فيحيونه بالسلام : “إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ” (الذاريات :25) ، ويقول الحق سبحانه : ” قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ” (النمل : 59) ، ويقول سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً ” (البقرة :208) ، ويقول (عز وجل) : ” وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ” (الأنفال : 61-62).

ومصر بلد السلام ، وحال أهلها حال أهل السلام ، وحضارتها العريقة قائمة على السلام مع النفس والسلام مع الآخر .

ومن منطلق هذا كله كان عنوان مؤتمرنا في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف هو “دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات” ، وأسفر المؤتمر عن وثيقة القاهرة لنشر السلام ، لتحمل من أرض الكنانة رسالة سلام للعالم كله ، بأننا نبغي الخير والسلم والسلام والحياة الكريمة للإنسانية جمعاء، وقد دارت توصيات المؤتمر في فلك رسالة السلام ، ومن أهمها :

ضرورة التحول من ردّ الفعل إلى الفعل , والعمل على نشر ثقافة السلام من خلال برامج تعايش إنساني على أرض الواقع على مستوى كل دولة على حِدَة وعلى المستوى الإنساني والدولي.
ضرورة التركيز على المشتركات الإنسانية والقواسم المشتركة بين الأديان في الخطاب الديني والثقافي والتربوي والإعلامي , وسن القوانين التي تُجَرّم التمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق .
العمل من خلال المؤسسات الدولية على تجريم التمييز بسبب الدين أو الإقصاء الديني دون استثناء.
التأكيد على عدم ربط الإرهاب بالأديان التي هي منه براء ، وبيان أن ربط الإرهاب بالأديان ظُلم فادح لها ، ويُدْخِلُ العالم في دوائر صراع لا تنتهي ولا تبقي ولا تذر.
العمل على ترسيخ أسس المواطنة المتكافئة في الحقوق والواجبات على أرضية إنسانية ووطنية مشتركة ، وتعميق الانتماء الوطني لدى أبناء الوطن جميعًا ، وترقية الشعور الإنساني وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعًا .
ضرورة الإيمان بالتنوع واحترام المختلف في الدين أو اللون أو الجنس , والعمل معًا لصالح الأوطان والإنسان .
استخدام جميع وسائل التوعية والتثقيف والإعلام المتاحة : من المساجد ، والمدارس والجامعات ، ومراكز الشباب ، وقصور الثقافة , ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ، لنشر ثقافة السلام ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، مع ضرورة التدريب اللازم والمستمر على التعامل مع هذه الوسائل .
ضرورة تواصل القيادات البرلمانية في مختلف برلمانات العالم لتحديد مفهوم الإرهاب ووضع قوانين موحدة لردع المتطرفين الإرهابيين بغض النظر عن دياناتهم ، أو جنسياتهم ، أو دولهم , والعمل على تجريم إيواء الإرهابيين أو دعمهم بأي صورة كانت , وتحويل ذلك إلى واقع لا استثناء فيه .
دعوة البرلمان المصري وسائر برلمانات العالم إلى عمل اللازم نحو تجريم الإرهاب الإلكتروني بشتى صوره وألوانه.
ضرورة التواصل المستمر بين علماء الدين والمثقفين ورجال السياسة والإعلام , وكذلك التواصل بين أصحاب الديانات المختلفة على كافة المستويات لكسر الحاجز النفسي في التعامل مع المختلف , لأن من جهل شيئًا عاداه , وسبيلنا التقارب لا التنافر, والتراحم لا التقاتل ولا التصارع , والتأكيد على أن هذا التنوع سنة كونية , حيث يقول الحق سبحانه : ” وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ولذلك خلقهم” ( هود : 118-119) .
ضرورة وضع مواجهة التطرف ونشر ثقافة السلام على جدول أعمال مؤتمرات القمم السياسية ، للتعاون في وضع آلية دولية للمواجهة .