طباعة

جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تتوج خادم الحرمين الشريفين بجائزة شخصية العام الإسلامية

الثلاثاء, 20 حزيران/يونيو 2017 13:40

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تسلم معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ جائزة "شخصية العام الإسلامية" في الدورة الحادية والعشرين لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم. جاء ذلك خلال الاحتفال الذي أقيم في مقر ندوة الثقافة والعلوم في دبي مساء يوم الخميس العشرين من شهر رمضان المبارك 1438 هـ ، حيث قام سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بتسليم جائزة خادم الحرمين الشريفين الى معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وقد بارك سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم لخادم الحرمين الشريفين حصوله على جائزة شخصية العام الاسلامية ، معتبرا هذا الفوز مستحق ، ويأتي تقديرا من الجائزة وادارتها الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على جهوده الإنسانية والإسلامية ، وخدماته ورعايته لكل الاعمال الخيرية والإسلامية التي تصب في خدمة الإسلام والمسلمين ، ورفع راية ديننا الحنيف على المستوى العالمي من خلال المشاريع الخيرية والإنسانية التي يأمر بتنفيذها في العديد من اقطار العالم ولا يهدف منها إلا مرضاة الله تعالى وتعزيز سمعة الإسلام والمسلمين في العالم . وبعد تسلم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الجائزة ، ألقى كلمة استهلها بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، وقال: يطيب لي أن أتحدث في هذا المقام ، مقام القرآن الكريم، وفي تكريم شخصية إسلامية عظيمة هي شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، كما يطيب لي أن أتحدث ممثلاً عن مقامه الكريم في هذه المناسبة السعيدة التي مُنح فيها جائزة شخصية العام الإسلامية من مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم, وإننا في هذا المقام نشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، عنايته بهذه الجائزة على مدى إحدى وعشرين دورة، ولحرصه وحرص المنظمين للجائزة على أن تكون منافِسة للجوائز القرآنية المماثلة في العالم الإسلامي أجمع, كما يطيب لي في هذا المقام أن أشكر الإخوة في لجنة تنظيم الجائزة؛ على اختيارهم لخادم الحرمين الشريفين شخصية إسلامية لهذا العام. واستطرد معاليه يقول : إن عمل الإنسان المثمر لا يضيع عند الله ــ جل وعلا ــ، فالله ـــ سبحانه ـــ يرى أعمال العباد في الدنيا ويجازيهم عليها في الدنيا والآخرة، وإن من السنن الحسنة أن يكرِّم الناس بعضهم بعضاً شهادةً منهم بحق لمن أسدى معروفاً وعملاً صالحاً في حياته، لافتاً إلى أن تكريم خادم الحرمين الشريفين بجائزة شخصية العام الإسلامية يأتي تتويجا لمسيرة نصف قرن من الزمان سعى فيها ـــ أيده الله ـــ لخدمة الإسلام والمسلمين، وإغاثة الملهوف، وفتح أبواب الخير للمسلمين في كل مكان وغلق أبواب الشر عنهم، محققاً في ذلك قول الله ـــ تعالى ـــ: {قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث}، فالخبيث والطيب لا يستويان، ولو كان الخبيث كثيراً، ولكن الطيب هو الذي ينفع ويبقى في الناس أثراً وقدوةً، ويبقى فيهم نبراساً لكل خير، وهكذا كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـــ حفظه الله وأيده ـــ. وأبان معاليه أن خادم الحرمين الشريفين وقد اختير شخصية هذا العام الإسلامية لهو السبَّاق لكل عمل إسلامي في الأرض دعماً له، وفتحا لأبوابه، ومواساة لمن نقص عليهم، وجبراً لمن لم يتمكن من الكمال, وهو أيضاً شخصية العام الإسلامية في درء المخاطر عن الأمة بجميع أنواعها، فالأمة في ظرف حساس وفي ممر حرج تحتاج إلى مواقف حازمة وإلى رؤى واضحة ينتج عنها عمل يحقِّق للأمة حمايتها من الأخطار المادية والروحية، والأخطار التي تُحدق بوحدة كلمتها واجتماع شملها، ونحن نرى أن الحزم والعزم من صفات خادم الحرمين الشريفين الأصيلة التي أخذها عن والده جلالة المغفور له الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الذي اتصف بهاتين الصفتين العظيمتين الحزم والعزم. وأكد معاليه أن خادم الحرمين الشريفين اهتم بالقرآن الكريم وقد أسهم وساند وأرشد في تأسيس الجمعية الثانية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة، فساندها منذ أوائل الثمانينات الهجرية إلى وقتنا الحاضر، وأسس ـــ حفظه الله ــ جائزة محلية للمواطنين والمواطنات في المملكة منذ عام 1419هـ إلى الآن، تُشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وقد تسابق فيها من أبناء وبنات المملكة عشرات الآلاف يحفظون القرآن ويتسابقون فيه, وهو أيضاً سندٌ في تشجيع المسابقات القرآنية في العالم الإسلامي في بلاد المسلمين وفي بلاد الأقليات دعماً وتوجيهاً, وهو أيضاً – حفظه الله – في أعماله الإسلامية يحرص على بذل الرأي والنصيحة حرةً واضحة للمسلمين في كل مكان، وخاصة لزعمائهم، وعلمائهم، ودعاتهم، وللمؤثرين من ذوي الرأي فيهم، على اختلاف تخصصاتهم. وأشار معاليه إلى أن القرآن الكريم أُنزل على العرب ولم يكن لهم شأن بل كانوا أقواما مطَّرحين مغلوبين لا تعدهم فارس ولا الروم شيئا، مع أنهم كانت فيهم صفات حميدة كثيرة، لكن لم تكن لهم قيادة، ولم يكن لهم شأن ولا قوة بين القوى التي كانت سائدة في ذلك الزمان, فأنزل القرآن وقال الله ـــ جل وعلا ــ فيه من أول يوم لنبينا ـــ صلى الله عليه وسلم ــ : {ورفعنا لك ذكرك}, وقال ـــ جل وعلا ـــ له ـــ عليه الصلاة والسلام ـــ وللعرب: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم}، يعني: فيه شيء ستذكرون به في الناس، وفيه علو شأنكم ورفعتكم وقوتكم، فالقرآن ليس كتاباً لتلاوة روحانية فقط! ولكنه كتاب غيَّر أمة العرب حتى أصبحت قائدة فاتحة، وغيَّر قبائل العرب حتى أصبحت متحضرة ذات مدنية، وأصبح لهم الريادة في أمر الدنيا وفي أمر التمدن والحضارة، فنشأت بالقرآن الحضارة الإسلامية المتميزة التي استمرت قروناً عديدة في الشرق والغرب. وواصل يقول: لذلك في هذا الشهر الكريم ، شهر القرآن حيث أنزل القرآن، قال ـــ تعالى ـــ: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} فجميل أن تكون هذه الجائزة في هذا الشهر؛ لتذكِّر الأجيال بماضي عزها، حيث بدأ نزول القرآن، ولا شأن لهذه الأمة، ثم صار لها شأن تَعانَق فيه المدد الروحي بالمدد الدنيوي، وتعانَقت فيه قوة الإنسان في داخله وقوة الإنسان في عقله وعزيمته وتحضره وتمدنه، وتعانقت فيه القوة الروحية التي إذا كانت داخل الإنسان فإنه لن يُغلب، ولن يكون تبعاً لأحد، وإنما يكون مستقلاً في إرادته، ومستقلاً في رأيه، ومستقلاً في إدراك مصالحه, مضيفا: اختير هذا الشهر لهذه الجائزة ونعم الاختيار! ليكون تذكاراً ليوم بدأ فيه نزول القرآن، وليس ثَم إلا محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ وخديجة زوجه ـــ رضي الله عنها ـــ، وأبو بكر الصديق ـــ رضي الله عنه ـــ ثلاثة، ثم بعد هؤلاء الثلاثة ترون اليوم أمة الإسلام، وقبلها بقرون رأيتم كيف كانت أمة الإسلام! إذًا المسألة ليست مسألة صعوبات، المسألة أن تبدأ بالعمل الصالح النافع الذي يخدم الإنسان على حقيقته. واختتم معالي الوزير صالح آل الشيخ كلمته قائلاً: نشكر للجنة المنظمة لهذه الجائزة عنايتها بالجائزة وبالمتسابقين ، مسجلاً شكره لكل من أسهم في إنجاح الأعمال الإسلامية في العالم الإسلامي أجمع، مشددا على أن العمل الإسلامي يحتاج إلى تعاون على البر والتقوى، ويحتاج اليوم إلى وسطية نحتفظ فيها بأُسِّ العقيدة وأس الإسلام، وأن نكون في هذه المرحلة واعين بما يجب علينا فيها من الاتحاد والاتفاق، ومن البحث عن المخارج الحقيقية لقوة الأمة ولإزالة التحديات والمخاطر عنها، ومقدماً التهنئة للمتسابقين، سائلا الله ـــ تعالى ـــ لهم التوفيق والسداد، وأن يكونوا حاملين للقرآن في كل مكان، متعاونين مع أهليهم ومجتمعاتهم. ​ وكان الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة قد استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت أحد المتسابقين، ثم عرض فيلم بعنوان: (خادم الحرمين الشريفين .. شخصية العام ) تضمن استعراضاً لإنجازات الملك سلمان بن عبدالعزيز في خدمة المسلمين، والأوسمة والجوائز التي حصل عليها خادم الحرمين الشريفين مثل وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى الذي يعد أعلى وسام في المملكة، ووسام بمناسبة مرور ألف عام على إنشاء مدينة باريس وقلده الوسام الرئيس جاك شيراك في باريس عام 1985م، ووسام الكفاءة الفكرية حيث قام ملك المغرب الحسن الثاني في الدار البيضاء عام 1989م بتقليد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الوسام، كما حصل علي وسام البوسنة والهرسك الذهبي لدعمه وجهوده في تحرير البوسنة والهرسك ، وكذلك الوسام البوسني للعطاء الإسلامي من الدرجة الأولى تقديراً لجهوده في نصرة الإسلام والمسلمين في البوسنة والهرسك، ووسام نجمة القدس تقديراً لما قام به ـــ حفظه الله ـــ من أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة في خدمة الشعب الفلسطيني، ووسام سكتونا أعلى وسام في جمهورية الفلبين ، والوسام الأكبر" الأعلى في جمورية السنغال " ، ووسام أكاديمية جامعة برلين رادن بيرج للعلوم ، والعلوم الإنسانية ، وجائزة البحرين . ثم ألقى المستشار إبراهيم بو ملحة رئيس اللجنة المنظمة للجائزة كلمة أكد فيها أنه تم اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الشخصية الإسلامية لهذا العام لما له من خدمات جليلة و سجايا كريمة ومواقف نبيلة ما يجعله في صدارة القادة والرواد التاريخيين الذين اعتزت وتعتز الأمة الإسلامية بخدماتهم ومواقفهم وجميل مكارمهم وعظيم خصالهم وأهم ما ننظر إليه في هذا الشأن توفيق الله تعالى بأن شرفه بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، إضافة إلى ما يقدمه من خدمات جليلة في خدمة المسلمين عامة في مشارق الأرض ومغاربها إذ قدم عطاء وبذلا وسخاء من أجل تنمية العمل الإسلامي الوسطي الذي يحقق أهداف الشريعة الإسلامية السمحة التي جاء بها أفضل خلق الله نبينا محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ. وأضاف بو ملحة أن الجائزة ترى أن الله ـــ تعالى ـــ وفقها إلى تكريم نخبة متميزة من الشخصيات الإسلامية من العلماء والقادة والرواد في مجال خدمة الإسلام والمسلمين وأن اختيار خادم الحرمين الشريفين صادف أهله وناسب محله. وأكد أن منح خادم الحرمين الشريفين ـــ أيده الله ـــ لهذه الجائزة تجسيد وتأكيد للرعاية الفائقة حيث لا يألو جُهداً ولا يدخر وسعاً في إصدار أوامره بتنفيذ مشروعات الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة شأنه شأن كل إخوانه الملوك ـــ رحمهم الله ـــ، منوها برؤية خادم الحرمين الشريفين وعنايته ورعايته لخدمة الحرمين الشريفين واهتماماته الكبيرة بكل ما يُسهل أمور الحجيج ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين من أداء شعائرهم ونُسكهم بيسر وسهولة واهتماماته بالسيرة النبوية العطرة. ومن جانبه قال سفير خادم الحرمين الشريفين بدولة الإمارات الدكتور محمد بن عبدالرحمن البشر: إن منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـــ حفظه الله ورعاه ـــ جائزة الشخصية الإسلامية لهذا العام من قبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم هو استحقاق ذهب في محله ؛ لأن شخصية خادم الحرمين الشريفين المؤثرة والراسخة فى أذهان العرب والمسلمين من خلال قيادته للمملكة ودوره في خدمة ضيوف الرحمن، والحرمين الشريفين ، وما قدمه خادم الحرمين الشريفين من دعم سخي في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان.

 

393su