طباعة

التعاون الاسلامي تُقيّم تجربة مرصدها للإسلاموفوبيا بعد عشر سنوات من إنشائه

الثلاثاء, 13 حزيران/يونيو 2017 09:28

أجرت منظمة التعاون الإسلامي تقييماً لتجربة مرصد الإسلاموفوبيا الذي مضى على إنشائه عشرة أعوام ، إذ بدأت الدول الأعضاء خلال القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة في مكة المكرمة في عام 2005م ، التفكير في تكليف مرصد المنظمة للإسلاموفوبيا برصد ظاهرة الإسلاموفوبيا ثم تبلور ذلك خلال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية في إسلام آباد في مايو 2007م . وقد أُسندت للمرصد مهمة رصد ظاهرة الإسلاموفوبيا ، واتخاذ التدابير الضرورية لمكافحة الظاهرة، والشروع في حوار منظم من أجل تجلية القيم الحقيقية للإسلام وتمكين البلدان الإسلامية من مواجهة التحديات المعاصرة الناجمة عن هذه الظاهرة . وعقدت منظمة التعاون الإسلامي مؤخراً , في إطار احتفائها بالذكرى العاشرة لإنشاء المرصد، اجتماعاً لفريق الخبراء في إسطنبول بالجمهورية التركية , وبعد مداولات مستفيضة ، ارتأى الاجتماع أنه ينبغي أن تولي الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء اهتماماً خاصاً بمشاكل المسلمين في أوروبا، من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل عمل فريق الاتصال المعني بالأقليات المسلمة في أوروبا، وذلك بهدف الإسهام في نشر روح الحوار والتعاون لدعم التماسك والانسجام بين المجتمعات. كما أوصى الاجتماع الدول الأعضاء في المنظمة بزيادة دعمها للجماعات والمجتمعات المسلمة التي تعيش في البلدان غير الإسلامية لتمكينها من مكافحة الإسلاموفوبيا والوقوف ضدها. وأوصى الخبراء كذلك بأنه ينبغي للمجتمعات والدول الإسلامية, أن تعالج داخلياً القضايا والعوامل التي تسهم في إيجاد صور سلبية عن الإسلام والمسلمين، وأن تعطي الأولوية لتنفيذ "الاستراتيجية الإعلامية لمنظمة التعاون الإسلامي في مكافحة الإسلاموفوبيا وآلية تنفيذها" التي اعتمدتها الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، التي عُقِدت في جدة بالمملكة العربية السعودية في ديسمبر 2016. وعكف الاجتماع على استعراض أداء مرصد الإسلاموفوبيا التابع للمنظمة وتقييم تجربته بعد مرور عشر سنوات على إنشائه، حيث طرح المشاركون توصيات بشأن تعزيز الأدوار التي ينبغي للمرصد أن يضطلع بها والإجراءات التي يتعين عليه اتخاذها في ضوء تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وأشار معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، في رسالته إلى الاجتماع إلى أن المنظمة تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد التعصب والتمييز ضد المسلمين، مما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي تشكل خرقاً سافراً لحقوق الإنسان وانتهاكاً بيناً لكرامة المسلمين , مؤكداً أن الدول الأعضاء في المنظمة هي من بين الدول الأكثر تضرراً من الإرهاب والتطرف العنيف، إلا أن الإسلام والمسلمين لا يزالان المستهدف الأساسي والضحية الأولى للتعصب الديني والممارسات والخطابات المتسمة بمعاداة الإسلام. وقال العثيمين "إن منظمة التعاون الإسلامي تعتقد أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تشكل تهديداً خطيراً للتنوع الذي يُعَد عنصراً مهما من عناصر الديمقراطية ومكوناً أساسياً لنسيج أي مجتمع متعدد الثقافات".
وأضاف "الإسلاموفوبيا مظهر من مظاهر العنصرية التي تصادر الحق في حرية الفكر والمعتقد والـهُـوية وتستهدف ضحاياه، ليس بسبب قيامهم بعمل ما، بل بسبب مظهرهم وانتمائهم الديني . وشدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على أن أسباب ظهور التمييز والكراهية ضد المسلمين في أجزاء كثيرة من العالم عديدة , وتشمل هذه الأسباب تزايد الخطاب السياسي وصعود الحركات المعادية للأجانب، والزيادة الحادة في الأيديولوجيات المتطرفة والهجمات الإرهابية ذات الصلة في جميع أنحاء العالم، وأزمة الهجرة العالمية بسبب القضايا السياسية التي لم تُحلّ بعد، والترويج للصورة النمطية السلبية ومختلِف أشكال التغطية التي تقوم بها وسائل الإعلام حول الإسلام.
ولفت الدكتور العثيمين إلى أن التمييز والكراهية لا يمثلان تهديداً للمسلمين فحسب، ولكنهما يشكلان خطراً لمبادئ العدالة والمساواة والحرية والوئام ذاتها، مما يبرز ضرورة التصدي لكل أشكال التمييز والكراهية، ولاسيما تلك القائمة على أساس الدين أو المعتقد، من خلال تطبيق المعايير العالمية لتوفير حماية متساوية لجميع الفئات المستهدفة والأديان في جميع أنحاء العالم.