طباعة

المنتدى العالمي للوسطية: الإسلام مؤهل لمواجهة الكراهية بأعلى درجات المسؤولية الدينية والأخلاقية

الإثنين, 13 آذار/مارس 2017 13:24

جدة - إينا
أنهى المنتدى العالمي للوسطية، امس، مؤتمره الدولي (الرابع عشر) المنعقد تحت عنوان "المسلمون والعالم: من المأزق إلى المخرج".
وقد بحث المؤتمر عدّة محاور تناولها المشاركون فيه بالدرس والتحليل، مثل: إشكالية الدولة والدين والحكم، تغير الفكر النمطي ومراجعة الخطاب السائد وخطاب الكراهية ودور وسائل الإعلام إزاءه، مقومات الريادة الإنسانية، التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي، الشهود الحضاري للأمّة، والتجديد الفكري وأهميته في بناء الأمة الوسط.
وأكد المشاركون في المؤتمر على أن الإسلام مؤهل لمواجهة الكراهية بأعلى درجات المسؤولية الدينية والأخلاقية، وقادر على أن يقوم بأدوار مشهودة محمودة مع كل قوى الخير والسلام في الأرض.
كما أكدوا على براءة الإسلام مما علق بنقائه وصفائه من تهمة الغلو والإرهاب.
وخرج المؤتمرون بعدة توصيات منها: ضرورة القيام بمبادرات للإصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي والتربوي والاقتصادي والإعلامي في مجتمعاتنا الإسلامية، تعزيز مكانة العلماء والمثقفين، إعلاء مكانة القيم المعرفية والأخلاقية في الأجيال الجديدة للأمة، تجديد مناهج النظر عند الصفوة من علمائها ومفكريها، تعزيز مفاهيم الدولة المدنية في الإسلام ومنظومة حقوق الإنسان، ترسيخ العلاقات بين مكونات الأمة والتأكد على قيم العدل والحرية والكرامة الإنسانية، وتوكيد أهمية الحكم الرشيد، وما يوجه من تعزيز سيادة القانون والشفافية ومحاربة الفساد والتنمية الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ودعا المجتمعون إلى اعتماد الوسائل الشرعية والطرق السلمية والأساليب السليمة القائمة على الحوار والمصارحة في حل الخلافات والنزاعات فيما بين المسلمين، واللجوء إلى مبادئ القوانين الدولية العادلة في تسوية الخلافات بين المسلمين وبين غيرهم.
وشدد المؤتمر على ضرورة أن يتبنى النظام السياسي العربي مشروع النهضة الشاملة التي تلبي حاجات الشعوب السياسية، وأن يكون متابعاً له في تفاصيله كلها ولا سيّما التربية والتعليم.
ودعا إلى بلورة مشروع ثقافي إسلامي موحد يتناول قضايا العصر والأمور والمسائل المستجدة والتطورات العلمية بهدف بيان رأي الإسلام فيها من خلال الاجتهاد الذي يحقق المقاصد والغايات العليا للمجتمعات المسلمة.
ومن التوصيات كذلك، بيان حقيقة معنى الجهاد في الإسلام من حيث هو الجلَد والمثابرة في مواجهة التحديات والدفاع عن الدين والتمسك به بقوة ورفع شعاره عالياً وتحقيق قيمه في واقع الحياة الإنسانية، تأكيد القسمة الثلاثية للعالم على أساس دار إسلام ودار حرب ودار معاهدة أو دار صلح وعهد، وهي قسمة واقعية ومرنة وتمهد لبناء علاقات إيجابية بنّاءة، تأكيد أن الأمة الإسلامية وشعوب الأرض جيران على كوكب واحد، وأن الأصل في العلاقة هو السلم والتعاون وهذا لا يلغي حق الأمة في الدفاع عن نفسها إذا ما تعرضت للأخطار من الخارج، بيان أن الاستقرار المجتمعي مقصد نبوي، وأن الإصلاح يأتي دائما مع الاستقرار، وأن الصلح مع الآخرين والتواصل معهم، يتِيح للإسلام حقه من الاستماع، ثم حقه من انتشار هديه في العالمين.
وشدد المؤتمرون على ضرورةُ تجديدِ التعليمِ الإسلامي الديني والشرعي؛ ليُواكبَ الواقعَ الإنساني الحالي بِصِفَةِ ذلكَ خُطوةً أساسيّةً على طريقِ تفعيلهِ؛ ليؤدّيَ دَوْرَهُ في تجديدِ حضارةِ الأمّة، وتشكيل فريقِ تفكيرٍ استراتيجي يكونُ نَوَاةً لمركزِ دراساتٍ استراتيجية، بحيث يتمُّ اختيارُ علماءَ في مجالاتِ المعرفة المختلفة، وعَقْدُ لقاءٍ أوّليٍّ في إحدى الدول الإسلامية العالمية في الوقت الذي تحدّده أمانةُ المنتدى.
ودعوا إلى تأسيسُ هيئةٍ تَعْمَلُ باستقلاليّةٍ إداريةٍ وذِمّةٍ ماليّةٍ خاصّة، تنخرِطُ فيها كلُّ القوى العلميّةِ والمجتمعيّةِ لمتابعةِ مُخرجاتِ الملتَقَياتِ والمؤتمراتِ التي تعالجُ موضوعَ تخلُّفِ الأمّة، إضافة إلى تأسيسُ جامعةٍ أو معهدٍ للوسطية، تكونُ أو يكونُ ملتقى للعقولِ والإراداتِ الخيّرة في الأمّة، ومركزَ إشعاعٍ لأبنائها وتنوير.
وأوصوا بإنشاءُ موقعٍ إلكترونيٍّ للحوار، تُشرِفُ عليهِ إدارةٌ مكونةٌ مِنْ خُبَراءَ في تَقَنيّاتِ الاتصال، وعلماءَ متخصّصين في الشريعة وعلم الاجتماع، والفلسفة وعلم الكلام، وشتّى ألوانِ المعارِف.