"لا تساعدها، فإنها مسلمة"، هذا ما قاله طبيب لـ"مين مين"، وهو رجل بوذي، عندما أعطى هاتفه لامرأة حبلى متعثرة في المستشفى، حتى تتمكن من الاتصال بزوجها.
وقال مين مين: "كان (الطبيب) يريدها أن تدفع (النقود مقابل الاتصال)، وحتى مقابل المكالمات الواردة".
كان مين مين يعيش في ذلك الوقت في سيتوي، عاصمة ولاية أراكان الواقعة في غرب ميانمار، والتي تتعرض منذ سنوات لحالة من الفتنة، والعنف في بعض الأحيان، بين البوذيين والمسلمين.
وترفض الدولة ذات الغالبية البوذية، منح الجنسية لأفراد الروهنجيا- وهي أقلية مسلمة - وذلك على الرغم من أن معظم أفراد هذه الاقلية قد عاشوا في المنطقة لأجيال.
ووفقا لوكالة أنباء أراكان يتفق أغلب مواطني ميانمار مع الحكومة، حيث يصفون أفراد الروهنجيا بالمهاجرين غير الشرعيين.
ويشار إلى أن أفراد الروهنجيا، البالغ عددهم 1,1 مليون نسمة، يُعتَبرون من الأقليات الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم، بحسب تقديرات الامم المتحدة.
ونشأ مين مين، الذي يعمل صحفيا، وفى اعتقاده أن المسلمين يشكلون تهديدا على ميانمار، وأنهم يطمحون في السيطرة على ولاية أراكان، إلا أنه بعدما عاش في تايلاند وماليزيا لمدة خمس سنوات، راجع مين مين 27 عاما موقفه.
وقد ألهمته واقعة المستشفى أخيرا للبدء في كتابة تقارير حول معاناة المسلمين. وقد كتب مين مين أيضا حول المخيمات في ولاية أراكان، حيث يُعزَل المسلمون، كما حقق في مدى عدم تلبية احتياجاتهم الأساسية في أغلب الاحيان – والتي تتضمن مدى الصعوبة بالنسبة لهم في زيارة الأطباء. كما كتب أيضا عن الخوف بين البوذيين من أنهم قد يتعرضوا للتقويض – بطريقة ما – بسبب الإسلام.
وقال مين مين في حديثه لوكالة الانباء الالمانية : “كيف يتعين على الجانبين الاتفاق يوما ما على التحدث مع بعضهم البعض إذا كنا لا نستمع لكليهما؟”. ويشار إلى أن الكثير من سكان أراكان غير راضين عن مواقف غير تقليدية يعبر عنها مين مين في مقالاته. ففي مارس(آذار) الماضي، قُصِف منزل مين مين في سيتوي، مما اضطره وأسرته إلى الانتقال إلى يانجون. وقال إن الوطنيين عرضوا مكافأة قدرها 29 ألف دولار لمن يأتيهم برأسه. وقال: “أنا لست خائفا. ولكنني آمل أن يتغير بلدي، وألا يعاني ابني من مضايقات من جانب زملائه بمجرد ذهابه إلى المدرسة، بسبب والده الذي يدافع عن المسلمين”.
أراكان - إينا