إن منطقة الوفرة من المناطق الهامة التي يعول عليها المواطنين في مزارعهم ومنتزهاتهم، وبذلك تظفر الوفرة بوجود أكثر من 20 ألف عامل من مختلف الجنسيات من الجاليات المسلمة وغير المسلمة، وتنتشر هذه العمالة في أرجاء منطقة الوفرة، حيث كانت تفتقد إلى جهة أو مؤسسة توعوية من أجل تثقيف العاملين والمتواجدين، وتوعيتهم وإرشادهم وتقوية إيمانهم ودعوة غير المسلمين منهم للإسلام وتعريفهم بالإسلام، ولكن وجود ( دار عزيزة محمد جمعة للتعريف بالإسلام ) في الوفرة كان له أثر وطابع آخر، حيث وضح دور اللجنة وبصمتها على العمالة الموجودة بمختلف جنسياتها وثقافتها منذ عام 2003م، وأصبح فرع لجنة التعريف بالإسلام بالوفرة منارة في منطقة الوفرة، وبفضل الله تعالى أسلم منذ افتتاح الفرع عدد 329 شخصا، فيما أكد العجمي أن 90% من جهود الدعاة تسخر لصالح الجاليات المسلمة في الوفرة خدمة لأصحاب المزارع والشاليهات.
وأوضح العجمي أن التوسع الجغرافي للمناطق وإنشاء مدن جديدة بات بحاجة ملحة لوجود ( فرعين آخرين ) للجنة التعريف بالإسلام، لافتا أن إنشاء مدينة صباح الأحمد البحرية، ومدينة صباح الأحمد السكنية والتي تشمل 25 ألف وحدة سكنية، وكذلك مدينة جنوب صباح الأحمد مستقبلا، يتطلب بسبب هذا التوسع الجغرافي وجود فرع للتعريف بالإسلام، وكذلك مدينة الوفرة السكنية الجديدة يحتم وجود فرع آخر أيضا لتغطية هذه الرقعة وما حولها من المناطق الصحراوية، وتقديم الخدمات اللازمة لأرباب الأسر وما يكفلون من عمالة منزلية وعاملين وسائقين، شأنهم شأن العاملين بالمزارع والشاليهات.
وشدد العجمي على أن طبيعة العمل الدعوي في الوفرة وصحاريها يختلف عن المناطق الداخلية، حيث إن الشريحة المستهدفة لها سمات خاصة من حيث الثقافة والوعي الديني والفكري، فبدايةً يتم إرسال الدعاة وتوزيعهم على العمالة حسب لغاتهم وجنسياتهم ويتم تجميع هذه العمالة بالتنسيق مع أصحاب المزارع والإسطبلات والشاليهات والجواخير، ثم يتم التعرف عليهم وتوزيع الوسائل الدعوية باللغات المختلفة عليهم، ويتم وضع برنامج أسبوعي في أوقات الراحة للعمالة حتى لا يخل بعملهم في المزارع، تنظم من خلاله اللقاءات والزيارات والمحاضرات، لافتا أن لجنة التعريف بالإسلام بالوفرة تحتاج إلى المزيد من الدعاة والحافلات لاستيعاب أكبر عدد ممكن، مؤكدا أن دعاة فرع الوفرة يقومون بجولات دعوية يوميا بين المزارع والجواخير والشاليهات، موضحا أنه بين الحين والآخر تقوم اللجنة بتوزيع المواد التموينية والعينية على العمال بين الحين والآخر.
وأوضح العجمي أن طبيعة المادة التي تقدم للعمالة تصب في خدمة المزارع وأصحابها، حيث نحرص على توعية العاملين بالمزارع بغرس القيم الإسلامية التي تحفظ الأمانة والإخلاص في العمل، والحفاظ على ممتلكات المزرعة في سبيل زيادة الإنتاج وعدم التكاسل والتباطؤ في أداء الواجب، علاوة على التعليم الديني الأساسي لزيادة الوعي الإيماني والقضاء على السلوكيات السلبية، أما جانب غير المسلمين فيلاقي اهتماما بالغا من الدعاة لتعريفهم بالإسلام ودعوتهم بمبدأ الحكمة والموعظة الحسنة، ومن يُرِد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ويوفقه لهذا الدين العظيم وهذا هو هدفنا.
ولفت العجمي أن تعاون أصحاب المزارع ساعد كثيرا على تقدم آلية الدعوة في الوفرة، حيث أعطوا الوقت اللازم للعمالة لإتاحة فرصة التعليم وحضور الندوات والمحاضرات والمسابقات التي يقدمها دعاة لجنة التعريف بالإسلام بالوفرة .
واختتم العجمي أن ( دار عزيزة محمد جمعة للتعريف بالإسلام في الوفرة ) هي وقف دعوي من قبل المحسن الكريم محمد جاسم المرزوق – كصدقة جارية ولمسة وفاء منه لصاحبة الدار، كما تقدم العجمي باسم لجنة التعريف بالإسلام ودعاتها والعاملين فيها، لأسرة المرزوق الكرام بالشكر والتقدير على دعمهم المتواصل والذي ساهم في نشر الخير والهداية لجميع الجاليات، وساعد في القضاء على السلبيات والسلوكيات الخاطئة لدى هذه الشرائح، لافتا أن هذا الفرع أصبح مقصدا للعاملين وأصحاب العمل وأرباب الأسر، داعيا الله تعالى أن يكون أجر هذا العمل في ميزان المحسن الكريم وأن يحفظ الله الكويت بأفعال هؤلاء الرجال المخلصين لدينهم وأوطانهم بما يقدمونه من صنائع للمعروف في كل مكان.