في زيارة له لجمعية إحياء التراث الإسلامي: الشيخ/ د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي – عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي في السعودية: جمعية إحياء التراث حققت إنجازات كبيرة بفضل الله تعالى، والقائمون عليها يهتمون بإحياء التراث. التراث الإسلامي يجمع كل ما يتعلق بالدين الإسلامي من العبادات والتفسير والحديث، فهو يمثل الحضارة الإسلامية، ويمثل الإسلام الحقيقي. الأصل في المسلمين الارتباط بكتاب الله وسنته وفق فهم السلف الصالح. مناهج التعليم الآن أصبحت ضعيفة، ومراحل التعليم الأولى سابقاً نجد فيها طلبة المراحل الابتدائية لديهم ثقافة أقوى ممن يتخرج الآن من المرحلة الجامعية. إذا كان الخلاف يتعلق بالأعراف والعادات، أو في مسألة المصالح العامة والسياسة الشرعية فهذه أمرها واسع، ولكن الأحكام القطعية الواضحة فيجب أن تكون واضحة في ذهن كل مسلم. وضع المسلمين الآن نرى فيه الكثير من الاضطرابات والطائفية والنزاع وعدم اهتمام بشأن الدين. المخرج من جميع هذه الفتن والاختلافات هو الارتباط الصحيح بالكتاب والسنة والتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بها. وجوب إحياء التراث في نفوس الأمة الإسلامية بالأساليب الصحيحة، ولا مانع من الأخذ بالوسائل الحديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي إذا كانت إيجابية. لا بد من التواصل مع السلطات في صيانة الجانب الديني والثقافي وأمور العقيدة والاهتمام به، وبحمد الله جميع حكام الخليج أسر عريقة من الجانب الديني والعربي.
* الشيخ/ د. محمد الحمود النجدي – رئيس اللجنة العلمية بفرع صباح الناصر التابع للجمعية: ضرورة التمسك بالمنهج السلفي الذي يقي الأمة الشرور، وهو المنهج الذي ورثه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم. جمعية إحياء التراث طبعت جملة من الكتب عبر مشروع (مكتبة طالب العلم) التي انتفع بها المسلمون شرقاً وغرباً.
الشيخ/د. فرحان عبيد الشمري – رئيس فرع جمعية إحياء التراث في منطقة الجهراء: الفرع سيقيم مركزاً لحفظ التراث، وتوصلنا مع كثير من العلماء الذين لهم اهتمام بالمخطوطات، حيث حصلنا على (160) ألف مخطوطة، وهو مفتوح للجميع. النائب والوزير السابق أحمد باقر: أدعو إلى أن تكون هناك دراسة شرعية صحيحة لكيفية التعامل مع غير المسلمين والذي يجب أن يكون بالحسنى من غير تكفير أو قمع.
يجب أن توضع أسس لفقه يوازن بين المصالح والمفاسد، وكيفية التعامل مع الأوضاع الراهنة. استضافت جمعية إحياء التراث الإسلامي معالي الدكتور/ عبدالله بن عبدالمحسن التركي – عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية – في أمسية خاصة ألقي فيها كلمة توجيهية، وأجاب فيها عن أسئلة لمداخلات عدة تناولت في مجملها هموم وأمال الساحة الإسلامية، وخصوصاً في مجال العمل الخيري والدعوي، وما يجب على المسلم الاهتمام به في ظل الظروف والتطورات الراهنة. وفي بداية اللقاء رحب الشيخ/ طارق العيسى – رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي – بالضيف الكريم. ثم تحدث معالي الشيخ/ د. عبد الله التركي، فقال: لقد سعدت الليلة بزيارة هذه الجمعية المباركة التي أعرفها منذ أن تأسست، وهذه الجمعية قد حققت إنجازات بفضل الله تعالى، ويكفي أن اسمها (جمعية إحياء التراث الإسلامي)، فالتراث الإسلامي هو حي، والمهم كيف يرتبط المسلمون به؟ والذي يرى أحوال المسلمين الآن يجد أن ارتباطهم بتراث سلفنا الصالح هو ارتباط ضعيف، وحينما نرجع الى تاريخ علمائنا الكبار الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء الكبار نجد أن التراث يجمع كثيراً - إن لم يكن جميع - ما يتعلق بالدين الإسلامي، سواء من ناحية العبادات أو التفسير أو الحديث، لأن هذا يمثل الحضارة الإسلامية ، ويمثل الإسلام الحقيقي، ونحن نقول أن المسلمين الأصل فيهم أن يرتبطوا بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفق فهم السلف الصالح، وهذا الفهم له أسس وقواعد، وهي محل إجماع واتفاق عند الأئمة الأربعة وغيرهم وخاصة في جانب العقيدة، فقد يختلفون بتفسير بعض العبارات والألفاظ فهو أمر سهل ، أما أركان الإسلام وأركان الإيمان والأحكام القطعية في الدين الإسلامي، فهي محل إجماع ولا خلاف عليها. ثم تساءل معالي الشيخ عبد الله التركي بقوله: كيف ننقل هذه الثقافة للمسلمين؟ فأجاب: لقد كان المسلمون قديماً ينشأ الطفل فيهم بداية مرتبطاً بالقرآن الكريم، ثم بالأحكام الأساسية مع الإمام أو المعلم في الكتًاب أو في المسجد، فالبيئة هي بيئة إسلامية، والناس يطبقون أحكام الشريعة الإسلامية على المستوى العام والخاص، وبالتالي الأحكام واضحة في أذهان الكثير منهم، فلا يترددون في الاستفتاء وفي حضور الدروس الدينية، أما الآن فقد تغيرت الصورة كثيراً.
وحتى مناهج التعليم أصبحت ضعيفة، فمن أدرك مراحل التعليم الأولى يجد أن الإنسان في المراحل الابتدائية لديه ثقافة ومعلومات تكاد أن تكون أقوى ممن يتخرج الآن من المرحلة الجامعية. ونجد الآن من يدعو إلى تصفية المناهج الدينية من بعض النصوص الشرعية التي تتعلق بالولاء والبراء وعلاقة المسلمين مع غيرهم والجهاد، فهذا دين ووحي نزل من الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم، ومهمة المسلمين التلقي والعمل والدفاع عن هذا الدين ونقله الى الآخرين ، فقد يكون الخطأ في الفهم أو في الاجتهاد، وإذا كانت القضية مكان خلاف فرعي يتعلق بالأعراف والعادات، فأمرها سهل، أو كان الخلاف يتعلق في مسألة المصالح العامة والسياسة الشرعية فهذه أمرها واسع، ولكن الأحكام القطعية الواضحة في العقيدة والعبادة والتعامل، فإنها يجب أن تكون واضحة في ذهن كل مسلم. ثم تحدث الشيخ التركي عن وضع المسلمين الآن، فقال: مع الأسف نرى فيه الكثير من الاضطرابات والطائفية والنزاع وعدم اهتمام بشأن الدين، كما نجد ازدياد الصراع والمآسي والفتن في كثير من الدول الآن، ونقول أن المخرج من جميع هذه الفتن والاختلافات هو الارتباط الصحيح بالكتاب والسنة والتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بها، فهي المخرج الوحيد من هذه الفتن، أما أن يبحث الناس عن نظريات وأفكار، ويتأثروا بالعولمة وما فيها من مشكلات، ويتأثروا بوسائل الاتصال الاجتماعي وما فيها من سلبيات، فهذا أمره خطير على المسلمين . كما كرر الشيخ في كلمته على وجوب إحياء التراث في نفوس الأمة الإسلامية، وبالأساليب الصحيحة، ولا مانع من الأخذ بالوسائل الحديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي إذا كانت إيجابية، فهناك الكثير من الجامعات والكليات الإسلامية التي تهتم بكتب السلف والتراث الإسلامي، ولكن الجانب التطبيقي ومشكلات المسلمين وما يعيشونه لا يأخذ الاهتمام الكافي، فعلى الأستاذ أن يشرح ويتحدث برؤية صحيحة كيف يتعامل مع الواقع. وجمعية إحياء التراث الإسلامي والقائمين عليها يهتمون بهذا الأمر، فنحن في حاجة لدراسات تفصيلية عميقة، ونقل هذه الدراسات الى الواقع العملي بالتعليم والإعلام والثقافة، والتواصل مع السلطات في صيانة الجانب الديني والثقافي وأمور العقيدة والاهتمام به، وبحمد الله جميع حكام الخليج أسر عريقة من الجانب الديني والعربي، فالجمعية يجب أن تركز على هذا الأمر، وأن تكون العلاقات مع الآخرين مفتوحة، سواء في الجامعات الإسلامية ووزارات الأوقاف والشئون الإسلامية. حتى وإن كان هناك خلاف مع الناس في بعض المراحل، فإن المطلع على كتب ابن تيمية رحمه الله ورأيه في التعامل مع المخالف يجد العجب حينما يقول: أن معظم أتباع هذه الفرق والطوائف هم من العوام، وليس لديهم علم أو معرفة، فيجب أن يفهم ويبصر ويبين له الحقيقة، فهذه الثقافة من أهم ما يجب أن تركز عليه هذه الجمعية المباركة التي تقوم بجهود مباركة وهي بحاجة لمزيد من الدعم والتعاون. فالاهتمام بالتراث الإسلامي وتنقيته وتصفيته هو دور المسلمين، وأن يوجد لدينا أشخاص متخصصين حتى يتم تنقية هذه الكتب، ويكون لدى الكثير من الناس ثقافة حتى يميزوا الصحيح من غيره. ثم فتح الباب للأسئلة والمداخلات، فكان أولها للشيخ/ د. محمد الحمود النجدي – رئيس اللجنة العلمية بفرع صباح الناصر التابع للجمعية، والذي قال فيها: أننا في هذه الأيام نجد من الضرورة التمسك بالمنهج السلفي الذي يقي الأمة الشرور، وهذا المنهج هو الذي ورثه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم ومن جاء بعده من الخلفاء الراشدين ومن اقتدى بهم من التابعين، والدفاع عن هذا المنهج المبارك يكون بالحكمة والعلم المبني على الآية والحديث الشريف والى ما دونه أئمة السلف في مؤلفاتهم.
وجمعية إحياء التراث الإسلامي طبعت جملة من هذه الكتب عبر مشروع (مكتبة طالب العلم) التي انتفع بها المسلمون شرقاً وغرباً، والجمعية حريصة على انتقاء الكتب والتشاور مع العلماء في طبعها، وخصوصاً كتب العقيدة، والكتب التي احتوت على الرد على بعض الأفكار.
ثم تحدث الشيخ/د. فرحان عبيد الشمري – رئيس فرع جمعية إحياء التراث الإسلامي في منطقة الجهراء، موضحاً بأن الجمعية لديها اهتمام كبير بحفظ التراث الإسلامي، وأن الفرع سيقيم بإذن الله تعالى مركز لحفظ التراث، وتوصلنا مع كثير من العلماء الذين لهم اهتمام بالمخطوطات، والآن حصلنا على (160) ألف مخطوطة، وسيكون المركز مفتوح للجميع من باب إحياء التراث، وهي من مختلف أنحاء العالم، والآن هي بحاجة الى فهرسة. كذلك فقد حضر اللقاء النائب والوزير السابق أحمد باقر، والذي كانت له مداخلة مختصرة قال فيها : إنني أدعو إلى أن تكون هناك دراسة شرعية صحيحة لكيفية التعامل مع غير المسلمين والذي يجب أن يكون بالحسنى من غير تكفير أو قمع، كذلك إقامة العدل، ويجب أن توضع أسس لفقه يوازن بين المصالح والمفاسد، وكيفية التعامل مع الأوضاع الراهنة .
وأن الغرب الآن أرسى قواعد جديدة، وصدرت قرارات من الأمم المتحدة في كيفية قبول الآخر، وعلينا أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الأوضاع. أما الشيخ/ جاسم المسباح – رئيس اللجنة الرئيسة لمراكز تحفيظ القرآن الكريم بالجمعية، فكان له تساؤل حول الحديث في الكويت وفي السعودية على المناهج الدراسية ومحاولة تغييرها، وأن هناك من يدعو من الغرب لتغيير هذه المناهج في دول الخليج بحجة أنها تزيد من الإرهاب، فنريد رأيكم بهذا الموضوع؟ فأجاب عن ذلك معالي الشيخ/ عبد الله التركي بقوله: إذا كان هذا الكتاب أو هذا المنهج يدعو الى الطائفية ويؤدي الى المفاسد ينبغي مراجعته وإصلاحه بطريقة مناسبة، فهذا المنهج أو هذا الكتاب ليس وحي، فهو ربما يصلح في وقت ولكنه غير صالح في وقت آخر، ولكن أن يتراجع الناس عن أسس العقيدة والأحكام الشرعية الأساسية، فذلك خط أحمر لا يجوز. كذلك نجد في بعض المناهج توسع في موضوع معين لا يتناسب مع سن الطالب. من طرفه أثنى الشيخ/ د. خالد سلطان السلطان – رئيس لجنة الكلمة الطيبة بالجمعية ورئيس قناة المعالي – على جهود المملكة العربية السعودية، سواء الحكومة أو العلماء في نشر التراث الإسلامي، إلا أن هناك في الإعلام من يرى أن صناعة الوعي المطلوبة الآن هي في محاربة الدعوة السلفية، ويخالف دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ويرى بأنها سبب لتخلف الأمة، وأنها سبب ما يعانيه المسلمون الآن في العالم. فهؤلاء تناسوا جميع أعمال الجماعات الأخرى، ووضعوا الدعوة السلفية في موقع من يدعو الى الإرهاب، وهي في الحقيقة من يحاربه، فدعوة السلف الصالح هي دعوة لتجميع الأمة وليس لتفريقها.