تعاني محافظات الصعيد خاصة أسيوط من نقص حاد في أعداد الحضّانات الحكومية في الوقت الذي رفعت فيه الخاصة أسعارها لتصل لنحو 1000 جنيه في اليوم الواحد وهو ما يفوق قدرات وإمكانات المواطنين في مناطق تتربع على قائمة الفقر
وهو ما دفع الجمعية الشرعية للبحث عن مخرج تقدم منه الخدمة لآلاف الفقراء في محافظتي أسيوط والمنيا وبالفعل وقع الاختيار على مقر للجمعية بقرية ديروط الشريف بمركز ديروط شمال محافظة أسيوط لإنشاء مركز علاج الأطفال المبتسرين وعدد من الحضانات.
في البداية.. يقول الحاج عمر أحمد نمر رئيس الجمعية بدأنا تنفيذ المشروع بنحو 20 حضانة وكان ذلك في عام 2014 وكان شرط الجمعية الشرعية أن يكون العلاج والأدوية مجانا ووصل العدد الآن لنحو 26 حضّانة بالإضافة لجهازي كبسولة لعلاج الصفراء المرتفعة و6 أسِرة فوتو لعلاج الصفراء، وقد تم تزويد المركز بكل الأجهزة الحديثة ووسائل التعقيم منعا لانتشار أي عدوى، ونقوم بالفعل باستقبال الحالات من جميع مراكز أسيوط بالإضافة لمحافظة المنيا كلها بمعدل 60% لأسيوط و40% لأهالي محافظة المنيا، أما جنوب أسيوط فغالبا ما يذهبون لمركز طما بسوهاج حيث يوجد مركز مجهز تابع للجمعية.
وأوضح المهندس محمد مصطفى نائب رئيس الجمعية أن جميع الحضّانات مقدمة من الجمعية الشرعية الأم بالقاهرة في حين يتكفل فرع الجمعية بالنفقات الشهرية والتي تصل لنحو 180 ألف جنيه وهي ما يتم جمعها من خلال تبرعات أهل الخير ، حيث تتكلف الحضانة الواحدة نحو 8 آلاف جنيه شهريا.
واضاف مصطفى أنه يتم التنسيق بين أولياء الأمور والمركز حيث يستقبل المركز نحو ألف حالة شهريا لتوقيع الكشف الطبي ويتم عمل كشف متابعة للطفل لمدة شهر بمعدل مرة كل 3 أيام وفي حالة احتياجه للحضّانة يتم دخوله أو وضعه على قائمة الانتظار بالترتيب وفور خروج أي طفل يتم الاتصال بأهالي الأطفال الموجودين على قائمة الانتظار وهكذا، لافتا إلى أننا في أثناء القيام بعمليات التعقيم والصيانة والتي تستغرق نحو 20 يوما سمعنا شكاوى أن بعض الأطفال لقوا مصرعهم لعدم قدرة أهاليهم على الذهاب بهم للمراكز الخاصة.
وعن أطقم التمريض أوضح المهندس محمد مصطفى أنه تتم الاستعانة بأطباء وأطقم تمريض من المستشفيات الحكومية في غير أوقات العمل الخاصة بهم كعمل إضافي ولضمان تقديم خدمة مميزة ومتخصصة لهؤلاء الأطفال.
يقول ناصر شحاتة «مدير مدرسة» من أبناء ديروط إن المركز يقدم خدماته المجانية للمواطنين رغم التكلفة الكبيرة التي تتحملها الجمعية شهريا ناهيك عن أعمال الصيانة وأطقم التمريض.. لافتا إلى أنه في يوم واحد تم استقبال نحو 10 حالات منهم 7 من قرى المنيا وملوى ودير مواس حيث صار المركز طوق النجاة لكثير من الأسر الفقيرة بعدما ارتفعت تكاليف الحضّانات الخاصة بصورة فلكية ولتخفيف المعاناة عن الآلاف من المواطنين الذين يتكبدون مشقة السفر لمدينة أسيوط أو للعيادات الخاصة نظرا لأن حضّانات مستشفى ديروط المركزي دائما كاملة العدد خصوصا أن عددها نحو 27 حضانة في حين أنها تقدم خدمات طبية لمركز تعداده يفوق المليون و600 ألف مواطن.
وقال أحمد رمضان عامل من قرية درنكة بعد قيام زوجتى بإجراء عملية ولادة قيصرية بأحد المستشفيات الخاصة تم تحويلي لأحد المستشفيات المركزية بمدينة أسيوط نظرا لحاجتى طفلتي لحضانة وجهاز تنفس صناعي وفور ذهابي للمستشفى فوجئت بعدم وجود جهاز تنفس صناعي وأخبرتهم أني لا أملك ولا أستطيع تحمل تكاليف الحضّانات الخاصة فقامت المستشفى بتحويلي بسيارة إسعاف نظرا لخطورة الحالة توجهت إلى مركز ديروط الشريف والذي يبعد عن محل إقامتي بنحو 70 كيلو مترا وتم توقيع الكشف الطبي عليها وحجزها دون دفع أي تكاليف.
هذا المركز نموذج ايجابي اردنا ان نسلط الضوء عليه لكي يكون مثالاً ايجابياً وطاقة نور في الظروف الصعبة.
نقلا عن جريدة الأهرام