تلعب وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية من خلال مديريتها في محافظة المفرق والكنائس الممثلة للطوائف المسيحية في المحافظة، دورا بارزا على الساحة الثقافية في محافظة المفرق من خلال الأنشطة الثقافية التي تنفذها على مدار العام وبالتحديد في شهر رمضان المبارك، خصوصا وأن المفرق تحتفل بكونها عاصمة للثقافة الأردنية لهذا العام.
ولم يعد التعايش الديني سمة تمتاز بها المفرق وحسب، بل أن التعاون المشترك بين مسلمي المحافظة ومسيحييها سمّة أخرى تمتاز بها المحافظة في جميع المجالات وبخاصة الثقافية منها وهنا لابد من الإشارة الى ما تمتاز به المفرق عن غيرها بوجود عشرات الكنائس التي تتنوع ما بين تاريخية وحديثة بالإضافة الى المساجد.
ففي كل مسجد من مساجد المدينة والبالغة نحو (600) مسجد، بحسب مدير أوقاف المفرق بالوكالة الدكتور يحيى بني فياض، ينفذ نشاط ثقافي بحيث يتم تغطية غالبية المناطق التابعة للمديرية بهدف إثراء المشهد الثقافي وتكريس المفرق عاصمة للثقافة الأردنية ودور وزارة الأوقاف في نشر روح الثقافة الإسلامية دور الوزارة ومنها المديرية بحسب بني فياض، يتمحور في نشر الثقافة الإسلامية المعتدلة بين مرتادي المساجد وطلبة العلم في المراكز الثقافية الإسلامية التي يؤمها العديد من أبناء المناطق التي تتواجد بها اضافة الى نشر ثقافة التعايش الديني التي تمتاز بها المحافظة على مرّ التاريخ.
وأوضح أن مديرية أوقاف المفرق تقدمت بمشروعين ثقافيين لوزارة الثقافة الأول يتعلق بإقامة موسم ثقافي أما الثاني فيتعلق بإقامة ملتقى للوعظ والإرشاد لمعالجة وبحث قضايا مجتمعية وتناولها بطريقة علمية اضافة الى استضافة علماء دين من ذوي الخبرة والإختصاص.
أما الطوائف المسيحية في المفرق التي يمثلها كل من الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك واللاتين والإتحاد الإنجيلية اضافة الى الناصري الإنجيلية، لا يختلف دورها عن دور المساجد من خلال كنائسها التي تتواجد في المحافظة.
راعي كنيسة الروم الأرثوذكس في المفرق الأب جريس سماوي، أكد أن أبناء محافظة المفرق يمتازون بوعي ثقافي كبير في مختلف المجالات ودليل ذلك الإبداعات والأنشطة الثقافية التي نراها ونسمع عنها داخل المحافظة.
وأكد أن أبواب الكنائس دائما مفتوحة أمام الحركات الثقافية في المفرق ولجميع أبنائها من معارض كتب وتراثيات الى احتفالات ثقافية وطنية وتدريب على الفنون الموسيقية ذات السياق الوطني اسهاما في تعزيز المواطنة الى عقد المحاضرات التوعوية في مجالات عدة.
وتطرق خلال مقابلة مع «الرأي» أمس، للحديث عن التاريخ المسيحي في المحافظة الذي يمتد الى الاف السنين ولعل دليل ذلك وجود أقدم كنيسة أثرية تاريخية في العالم موجودة في منطقة رحاب الواقعة الى الغرب من مدينة المفرق.
من جانبه اكد الناشط الإجتماعي سامي عاطف فاخوري، أن محافظة المفرق تمتاز كغيرها من محافظات المملكة بالتعايش الديني الإسلامي والمسيحي منذ مئات السنين، مشيرا الى أن تنفيذ البرامج الثقافية في المفرق يتم بالتعاون ما بين الجهتين في الغالب لترسيخ العمل المشترك في خدمة المفرق عاصمة الثقافة الأردنية للعام الحالي.