طباعة

مشروع تفعيل الصندوق الخاص لمساعدة المدارس العربية الإسلامية الدولية

الثلاثاء, 11 نيسان/أبريل 2017 14:48

أصدر مجلس الاتحاد العالمى للمدارس العربية الإسلامية الدولية فى دورته الأولى بمدينة جدة المنعقدة فى الفترة من 9- 11/4/1977م قرارا خاصا بإنشاء "صندوق لمساعدة المدارس العربية الإسلامية الدولية" على إنشاء مبانى جديدة وتجهيزها بالأدوات والمعامل العصرية عن طريق تقديم قروض لها بدون فائدة .
كما دعت منظمة المؤتمر الإسلامى إلى دعم الصندوق بقرارها رقم 2/9-ت خلال اجتماعات وزراء الخارجية التاسع المنعقد فى داكار بالسنغال فى الفترة من 24-28 أبريل 1978م .
وإلى جانب منظمة المؤتمر الإسلامى التى وقع عنها الأمين العام للمنظمة الدكتور / كريم جاى تنفيذا لقرار مؤتمر وزراء الخارجية التاسع . اشترك فى تأسيس الصندوق مؤسسة الملك فيصل الخيرية . والندوة العالمية للشباب الإسلامى ورابطة الجامعات الإسلامية .
إن إنشاء المدارس العربية الإسلامية الدولية على رأس الأهداف التى أنشئ من أجلها الاتحاد العالمى للمدارس العربية الإسلامية الدولية نظرا لأن الحاجة أصبحت ماسة لوجود مثل تلك المدارس فى العواصم العالمية الكبرى سواء كانت داخل العالم الإسلامى أو خارجه .
إن المدارس العربية الإسلامية هى نوع جديد من المدارس الإسلامية إذ أنها تعد لاستقبال الطلاب من جنسيات متعددة وأوطان متباعدة . وهم عادة مغتربون أو مقيمون بعيدا عن أوطانهم أو عن العاصمة التى توجد بها المدرسة ولذلك فإن لهذه المدارس طابعا دوليا فى مناهجها وكتبها وبرامجها ومبانيها . والطابع الدولى يستلزم مواصفات خاصة فى المبانى . وهذه المواصفات الخاصة تستلزم أن تكون المبانى على أرض فسيحة . وأن تكون مجهزة بمساكن المعلمين والعاملين فيها وقسم داخلى لتلاميذها . كما تستلزم أيضا أن تكون معدة إعدادا عصريا من حيث الحدائق والملاعب الرياضية وحمامات السباحة ومعامل اللغات ومعامل العلوم والفيزياء حتى تكون فى مستوى المدارس الدولية الأجنبية . وقد أخذ الاتحاد العالمى للمدارس العربية الإسلامية الدولية على عاتقه مهمة تحديد مواصفات المبانى والتجهيزات التى تضمن للمدارس العربية الإسلامية الدولية مستوى راقيا يجعلها فى مصاف المدارس الدولية الأجنبية الموجودة حاليا فى العواصم الكبرى، كما أن الاتحاد يسعى لتمكين هذه المدارس من الحصول على الأموال اللازمة لتنفيذ التزاماتها التى يفرضها الاتحاد عليها بشأن مستوى المبانى والتجهيز العصرى .
إن أول ما يحتاج إليه أصحاب المدارس الإسلامية الدولية هو الحصول على القروض بدون فائدة لتمويل مشروعات المبانى الراقية .
إن وظيفة الصندوق الأساسية هى إعطاء القروض للمدارس العربية الإسلامية الدولية بقصد مساعدتها فى بناء منشئاتها . وتجهيزها التجهيز العصرى . ويتكون رأس مال الصندوق من معاونات الحكومات وتبرعات الجمعيات والأفراد لهذا الغرض .
إن إنشاء الصندوق سيكون مشجعا للجهات التى ترغب فى إنشاء مدارس على مستوى دولى لنشر الثقافة العربية الإسلامية فى البلاد الأجنبية بصفة خاصة حيث توجد أقليات أو جاليات إسلامية . وكذلك فى البلاد الإسلامية التى تكون لغتها الرسمية غير العربية . بل وفى البلاد العربية ذاتها حيث يلزم إنشاء هذه المدارس لاستقبال الطلاب الغير ناطقين باللغة العربية المقيمين بها .
كما أن من أهداف الصندوق الأساسية هو تشجيع المدارس العربية الإسلامية الدولية والهيئات التى تملكها أو تشرف عليها ومساعدتها فى إنشاء مبانى حديثة مملوكة لها لتكون مقرا لتلك المدارس . وذلك لأن وجود مبان مملوكة للمدارس أو للهيئات التى تديرها وتشرف عليها هو أكبر ضمانة لبقائها ونموها واستقرارها ورقيها .
الفائدة من إنشاء المدارس الدولية تكون أكبر إذا وجدت فى جميع العواصم العالمية الكبرى سواء داخل العالم العربى والإسلامى أو خارجه وذلك لاستقبال أبناء الجاليات الإسلامية من المغتربين أو المهاجرين أو المقيمين فى الخارج مؤقتا ويحتاجون إلى مدارس ذات طابع موحد منتشرة فى جميع عواصم العالم . فإذا انتقل التلميذ من بلد إلى بلد آخر يجد فى البلد الذى يذهب إليه مدرسة مماثلة لمدرسته الدولية الإسلامية التى بدأ دراسته فيها والتى أعدته إعدادا يمكنه من مواجهة هذا الانتقال عن طريق تقويته فى تعلم اللغات .
إن إنشاء هذا النوع من المدارس ليس مهمة سهلة ولا يمكن أن تتولاها جهة واحدة إلا إذا وجدت تشجيعا وتأييدا وتدعيما من المسئولين فى الدول الإسلامية والهيئات العلمية والثقافية والخيرية . ومن أجل هذا دعا الاتحاد العالمى للمدارس العربية الإسلامية الدولية لإنشاء هذا الصندوق . وتعاون معه المؤسسون للصندوق وفى مقدمتهم منظمة المؤتمر الإسلامى . كما يتبين من قرارات مؤتمرات وزراء الخارجية الإسلامية .
إن إنشاء الصندوق وبدء نشاطه هو دليل آخر على أن هذه الأمة الإسلامية قد أخذت مكانها اللائق بها فى مصاف الأمم الكبرى فى العالم . وأنها قادرة على أن تتحمل مسئولية نشر ثقافتها الإسلامية ولغتها العربية كلغة عالمية . وأن تبنى لهذه الثقافة صروحا مشيدة تربى الأجيال القادمة من أبناء المسلمين فى جميع أنحاء العالم تربية إسلامية أصيلة تحفظ لهذه الأمة شخصيتها ووحدتها وترفع مكانتها بين الأمم .

موسومة تحت

اقرأ أيضًا