أكد معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري أن ترسيخ الأمن الفكري مسؤولية جماعية مشتركة يتحملها الأفراد والمؤسسات والدول، وبمقدار تكامل الجهود وتكاتفها تُحمى العقول والأفكار، وتصان الحقوق وتحترم، ويسود الأمن والاستقرار. جاء ذلك في سياق المحاضرة التي ألقاها معاليه بعنوان: ( آثار تحقيق الأمن الفكري) بعد صلاة مغرب الخميس السابع عشر من شهر جمادى الآخرة 1438هـ ، في جامع الإمام تركي بن عبدالله ــ رحمه الله ــ (الجامع الكبير) وسط مدينة الرياض ، بحضور سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ــ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء . وكان معالي الدكتور توفيق قد استهل محاضرته ببيان أن استقامة الدنيا وسعادتها لا تحصل إلا إذا كان الإنسان آمنا على نفسه، مرتاح القلب، هادئ النفس، لا يخاف من وقوع مكروه يهدد أمنه، أو ينتقص دينه، أو ينتهك حرماته، أو يستلب خيراته، أو يفرض عليه ما يتعارض مع دينه، وثقافته من أفكار، ومذاهب، وأخلاق. وقال معاليه : "كان الأمن ولا يزال وسيبقى واحدا من أهم المتطلبات الأساسية للحياة البشرية، وقد لا يبالغ من قال: إن الأمن هو المفترض الرئيس لكل نشاط من أنشطة الحياة الإنسانية" واستشهد معاليه على هذا بآيتين كريمتين من كتاب الله ـــ جل وعلا ـــ: الأولى منهما هي قوله ـــ تعالى ـــ : {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير} والأخرى هي قوله ـــ جل وعلا ـــ: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}. وأبان أن الآيتين الكريمتين تظهران بوضوح الارتباطَ الوثيق بين الإيمان والأمن، مؤكدا أن تحقيق الإيمان يحصل بأن تحقق الأمة ما خَلق الله الخلق من أجله وهـــو توحيــده ــــ جل وعلا ـــ، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، وفق مراده ــــ سبحانه وتعالى ــــ باتباع منهج السلف الصالح من الصحابة، والتابعين، وأتباعهم بإحسان. وشدد معالي الدكتور توفيق السديري على أن الفكر في القرون المفضلة كان واحدا ذا منهج واحد وهو اتباع سبيل المؤمنين الذي هو طريقهم في عقائدهم وأعمالهم، مشيرا معاليه أن الفكر ـــ اليوم ـــ ذو شعب شتى، واتجاهات متفرقة، فقد ظهرت فرق وجماعات حزبية تبث الشبهات المؤدية للانحراف عن المنهج الصحيح والصراط المستقيم، وشهدت الساحة العالمية والإسلامية والعربية انحرافات عقدية أدت إلى انحرافات فكرية خطيرة جدا تهدد سلامة العقيدة، وصفاء المنهج، ونقاء الفكر. وأوضح معاليه أن الانحرافات العقدية والفكرية تنذر بفساد الأرض، وشيوع قتل الأنفس المعصومة، والعدوان على الممتلكات المحترمة، بل قد وقع بسبب هذه الانحرافات عددٌ من الاعتداءات والجرائم التي استهدفت أمن الناس في دينهم، وأرواحهم، وعقولهم، وأعراضهم، وأموالهم .