أولا: مصر في القرآن:
وردت في أكثر من موضع منها قوله تعالى: "وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"( يوسف: 21)
ثانيًا: مصر في سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَاخْرُجْ مِنْهَا» مسلم.
قال الإمام النووي في شرحه: القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به وأما الذمة فهي الحرمة والحق وهي هنا بمعنى الذمام وأما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم وأما الصهر فلكون مارية أم إبراهيم منهم وفيه معجزات ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها إخباره بأن الأمة تكون لهم قوة وشوكة بعده بحيث يقهرون العجم والجبابرة ومنها أنهم يفتحون مصر ومنها تنازع الرجلين في موضع اللبنة ووقع كل ذلك ولله الحمد ومعنى يقتتلان يختصمان كما صرح به في الرواية الثانية قوله (عن أبي بصرة عن أبي ذر) وروى الطبراني والحاكم عن كعب بن مالك مرفوعًا: " إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا".وصححه الألباني.
ثالثا: مكانة أرض مصر:
فيها الوادي المقدس.
وفيها الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام.
فيها الجبل الذي تجلى الله له، فانهد وصار دكًّا.
وفي أرضها يجري نهر النيل المبارك.
وفيها الربوة التي أوى إليها عيسى عليه السلام وأمه.
على أرضها ضرب موسى البحر بعصاه؛ فظهرت معجزته العظيمة.
على أرضها معجزة غرق فرعون، ونجاته ببدنه.
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: " ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة"، فجعل كل بلاد الإسلام في كفة، ومصر في كفة أخرى.
رابعًا: من فضائل مصر وأهلها: أ- أهل مصر فيكفيهم شرفا وفخرا سكنى الأنبياء بين ظهرانيهم ومرورهم ببلادهم، منهم:
إبراهيم عليه السلام مع زوجه سارة.
دخلها يعقوب.
ودخلها الأسباط مرارًا، وتوفوا، ودفنوا بها.
ويوسف عليه السلام سكنها.
وموسى وهارون ولدا في مصر، وعاشا فيها طويلًا.
ويوشع بن نون فتى موسى.
ويكفي المصريين شرفًا وفخرًا أن خير الأنبياء والمرسلين مطلقًا محمدًا وإبراهيمَ- عليهما أفضل الصلوات والتسليم- كان تحتهما مارية وهاجر المصريتان، فأنجبت الأولى إبراهيم، وأنجبت الأخرى إسماعيل- عليه السلام- وهو جد نبينا ﷺ، فما أحسن هذا، وما أعظمه!
ومن المصريات العظيمات: أم موسى- عليه السلام.
وآسية امرأة فرعون التي ضربها الله سبحانه وتعالى مثلًا في كتابه للمؤمنين، وأثنى عليها.
ومرت سارة زوج الخليل ﷺ بمصر.
ومن المصريات الجليلات: ماشطة فرعون، وابنها الذي تكلم في المهد .
ومن المصرين: مؤمن آل فرعون.
سكنى الصحابة في مصر ومخالطة أهلها: منهم: عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر الجهني ، ومسلمة بن مخلد، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية بن خديج.
ت - أما التابعون فمنهم: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وحبيب بن الشهيد التُجِيبي المصري فقيه طرابلس، وبكير بن عبد الله الأشج المدني الفقيه، وأبو رجاء المصري يزيد بن أبي حبيب الأزدي.
ث- من العلماء الذين سكنوا مصر: الليث بن سعد، عبد الله بن وهب الراسبي المالكي، وصاحب الإمام مالك عبد الرحمن بن القاسم العُتَقي، والإمام ورش المصري أحد راويي قراءة الإمام نافع، والإمام الشافعي، والإمام الطحاوي، والإمام أبو بكر الطرطوشي المالكي، والعز بن عبد السلام، والمؤرخ ابن خلكان، والحافظ المنذري صاحب كتاب الترغيب والترهيب، والقرافي، وابن دقيق العيد، والحافظ زين الدين العراقي، وابن حجر العسقلاني، والسيوطي، والسخاوي، وزكريا الأنصاري.
جـ- من أبطال مصر:
حسام الدين لؤلؤ، صلاح الدين الأيوبي، قطز، الأشرف الخليل بن قلاون، والعالم الكبير، ونقيب الأشراف عمر مكرم، أحمد عرابي .
ح- من عباد مصر وزهادها:
سليم بن عتر، حيوة بن شريح، وذو النون المصري، وأحمد بن نصر الدقاق.
خ -من علماء الطبيعة والحكماء والفلاسفة:
أبو الحسن علي بن الإمام الحافظ أبي سعيد بن يونس، أبو الصلت أمية بن عبد العزيز، ابن النفيس، ابن البيطار.
د - مصر في أقوال العلماء والأدباء:
قال ابن الكندي المصري: " فضل الله مصر على سائر البلدان، كما فضل الناس على بعض، والأيام والليالي بعضها على بعض".
ذ- مصر في العصر الحديث:
من أدبائها:
مصطفى صادق الرافعي، أبو فهر محمود شاكر أخو المحدث الكبير الشيخ أحمد شاكر.
ومن شعرائها: محمود سامي البارودي، واحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وأحمد محرم.
خامسًا: وصايا عملية:
1- تجديد قيم الإيمان في النفس ليتحقق الأمن للفرد والمجتمع: قال تعالى:" الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ" ( الأنعام: 82) فالذين آمنوا بالله، ولم يخلطوا إيمانهم هذا بعبادة أحد سواه، هؤلاء - وحدهم - هم الأحق بالطمأنينة، وهم - وحدهم - المهتدون إلى طريق الحق والخير، ومن وسائل إيقاظ الإيمان في النفس طهارة النفس من الذنوب، والإكثار من الاستغفار والتوبة، مع دوام الذكر والدعاء، والمحافظة على صلاة الجماعة، وأداء حقوق المسلمين، وتذكر الآخرة والاستعداد لها.
2-الالتزام بالكتاب والسنة ( عقيدة – عبادة - أخلاق - معاملات): قال تعالى: " فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " ( البقرة: 38) وعَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ، لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ " موطأ مالك.
3- الحرص على العمل الصالح و الوحدة والتعاون لما فيه خير البلاد والعباد، فقد خاطب الله تعالى خير خلقه وهم رسله بقوله تعالى:" يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ . وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ"( المؤمنون: 51 : 52)، وقال تعالى:" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"( النحل: 97 )، وفي الحديث: « وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» مسلم، وفي رواية الترمذي: « وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء. أخبار
منقول من موقع الجمعية الشرعية - نماذج خطابية