طباعة

ما أشد احتياجنا لفكر "د.على جمعة" !! بقلم : د. حماد عبدالله

الأحد, 12 تشرين2/نوفمبر 2017 10:28

لا أستطيع أن أنكر أعجابى بشخصية فضيلة الشيخ "على جمعة" مفتى الديار المصرية الأسبق وأتذكر أيضا أعجابى الشديد بفضيلة المرحوم "الشيخ سيد طنطاوى" حينما كان يشغل نفس المنصب "مفتى الديار المصرية " وإعجابي بهذا المنصب لأنه يمثل علاقة خاصة بين المسلمين ومسئول من الدولة فى شئون الدين ، وبالقطع صلة الدولة بدار الإفتاء صلة تزيد من علاقة الدولة بالشريعة الإسلامية كما أنها تزيد من مصداقية ما يفتى بة الدار أو فضيلة المفتى للمواطنين المسلمين فى دولة أسلامية ، تنتهج مبدأ المواطنة دستوريا حيث نسجت الدولة من أبنائها المسلمين والمسيحيين نسيج أمة واحدة لا مثيل لها فى بحار البشر على سطح الكرة الأرضية ( هذة وجهة نطرى الشخصية ) وقد تعرض هذا المنصب الديني الرفيع لهزات كثيرة نتيجة تضارب سياسات وحقبات زمنية مختلفة مرت بها المحروسة منذ الشيخ "محمد عبده" حتى الشيخ "على جمعة" فمن حكم عثماني ووالى على مصر إلى حكم خديوي إلى حكم سلطاني ثم ملكي ثم جمهوري ، وتعددت السياسات من جمهورية أولى ( اللواء محمد نجيب ) إلى جمهورية ثانية ( جمال عبد الناصر ) إلى جمهورية ثالثة (محمد حسنى مبارك ) ، إلى جمهورية رابعة تحققت عقب فورة ، وثورة فى 30 يونيو 2013.

وبداية (شرارة إنطلاق مرحلة سياسية جديدة فى المحروسة ، تعتمد على إختيار الشعب المطلق لرئيس الدولة وبالتالي نظام الحكم ، وبالقطع صلة الدولة بدار الإفتاء ، قد إستتبعها مجموعة من التغييرات الجذرية نتيجة هذة التغييرات الإدارية والسياسية الحاكمة للمجتمع بكل مظاهر الحكم التابع أوالملكى أو الجمهوري الشمولي أو الاشتراكي ثم الليبرالى الديمقراطي !!

ولقد كان حتى عصر قريب فى أوائل التسعينيات وحينما كان الشيخ المرحوم سيد طنطاوى مفتياً للديار المصرية فقد إختلفت وجهة نظرة وفتواه على ما يسمى "بالإقتصاد الإسلامى" أو "البنوك الإسلامية" مع شيخ الأزهر فى حينه ، المرحوم فضيلة الشيخ "جاد الحق على جاد الحق " وكانت هناك مواجهه بين الشيخ صالح كامل ( المستثمر العربي ) وصاحب أحد البنوك المسماة بالإسلامية ، وبين مفتى الديار المصرية المرحوم "الشيخ سيد طنطاوى" فى مؤتمر إتحاد الغرف التجارية العربية ، والذى كان يعقد جلساته بمدينة الإسكندرية وتشرف بإفتتاحه "المرحوم الرئيس رفيق الحريري " ورأس جلساته الوزير الأسبق المرحوم /أحمد جويلى ، وفى إحدى الجلسات العامة للمؤتمر ( 2000 عضو ) من كل البلاد العربية ، فوجىء المؤتمر بأن المرحوم "الشيخ سيد طنطاوى" يعلق على عنوان البنك الإسلامى فى "دولة أسلامية" هو غير منطقي ، لأن الدولة الإسلامية كل ما فيها من مؤسسات ، هي مؤسسات تتبع الشريعة الإسلامية ، وهنا تدخل الشيخ "صالح كامل" بلفظ يقول "ما كان لمفتى الديار المصرية أن يتحدث فيما لا يفهم وأن ينزلق لسانة فى تحليل ضد تحليل شيخ الأزهر" وهنا ثار المصريون الحاضرون المؤتمر لإحساسهم بأن إهانة قد أصابت المفتى وهو قيمة وطنية محترمة ، وإنتهت الجلسة فى وقتها ، وفشل المؤتمر فى حينه ، هذا كان على سبيل التذكير بأن المفتى شخصية قريبة من قلوب المصريين ، وحبهم للمفتى هو حبهم لمؤشر دينهم وهو أيضاً حينما يتأهل "بكاريزما" الحضور مثل المرحوم الشيخ سيد طنطاوى أو الشيخ "على جمعة"(أطال الله عمره" ويصبح الموقف صعب للغاية حينما تتعرض الشخصية للنقد .

ولقد كان فى شخص المفتى الأسبق الشيخ "على جمعة " كل مؤهلات الشيخ القريب من قلوب ونفوس المصريين ، فكل ما أوده أن لا نزايد على تعليق أو تفسير أو عودة للكتب الصفراء فى التاريخ الإسلامى العميق فنحن أحوج اليوم لفكر معاصر وملائم من السماحة والحب والتطهر ، والترابط ونبتعد عما يفرقنا ونقترب مما يجمعنا ، ونحن فى أشد الاحتياج للتسامح !! ولمثل أفكار شيخنا الدكتور " على جمعة " "المفتى الأسبق للديار"

منقول عن روزاليوسف