قرر مالك شركة "مايكروسوفت" الأميركية، بيل غيتس، عن قراره بالتبرع بما يصل إلى 4.6 مليار دولار، وهو ما يشكل 64 مليون سهم كان يملكها بالشركة، لصالح المؤسسات الخيرية.
ووفقاً لتقرير أصدرته هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، أمس الثلاثاء، حول شركة مايكروسوفت، تعهَّد غيتس بالتبرع بـ64 مليون سهم بالشركة، تعادل 5% من ثروته التي تعد الأكبر في العالم، لصالح الأعمال الخيرية.
ولم يُشر التقرير إلى الجهة التي تعهَّد بيل غيتس بمنحها تبرعه الأخير، الذي يعد الأكبر منذ العام 2000.
ويعتبر التبرع الأخير هو الأكبر الذي يقدمه غيتس، البالغ من العمر 61 عاماً، منذ عام 2000، عندما تبرَّع بمبلغ 16 مليار دولار عام 1999، و5.1 مليار دولار في العام التالي.
ومع أن بيل غيتس بات يملك الآن فقط 1.3% من الشركة، إلا أن هذا يجعله في المركز الثاني من حيث كبار المساهمين، ويأتي أولاً ستيف بالمر المدير التنفيذي السابق، وثالثاً ساتيا ناديلا المدير التنفيذي الحالي
و في يوليو الماضي, قدرت ثروة بيل غيتس ب89 مليار و 900 مليون دولار.
و اسس بيل غيتس عام 2000 مؤسسة ( بيل وماليندا غيتس الخيرية ) بعد دمج صندوقين خيريين في اطار العائلة بحجم انفاق يصل الى اربعة مليارات دولار سنويا, من أجل مساعدة الفقراء, ومحاربة الأمراض الفتاكة في البلدان المختلفة, وتقديم منح دراسية للطلبة.
وقال بيل غيتس في تصريح سابق: إنه يكرس حياته حالياً للقضاء على الأمراض و تحسين أحوال العالم, ناصحاً للشباب العربي بالتركيز على مجالات العلوم في دراساتهم لتطوير اقتصاد بلدانهم.
وأكد انه يكرس كل وقته حالياً للعمل مع منظمته الخيرية مع زوجته, وأن القضاء على شلل الأطفال هو أولويته, قائلاً (رغم التحديات نحن متفائلون أننا سنقضي على المرض بحلول عام 2018).
وذكر غيتس: (لا نملك ضماناً للنجاح. وأنا مستعد. وانا مستعد للتحدي و كثيرا ما اسمع البعض ينادون بالتخلي عن هذا الهدف لكن هذا يعني أن مئات الآلاف من الأطفال سيموتون او يصابون بالشلل سنوياً حول العالم. لدينا شركاء ممتازون مثل حكومة الإمارات التي تملك موارد جيدة, وأهم من ذلك لدى الإمارات القدرة على التواصل و التأثير على ذوي الأطفال في الدول المختلفة).
كما قام غيتس رفقة مارك زوكربيرغ, مؤسس فيسبوك, ووان بافيت رجل الاعمال الامريكي عام 2010 بتوقيع مذكرة تنص على التبرع بنصف ثروتهم لفائدة الاعمال الخيرية.
وكان غيتس قد كتب مقالا طويلا عن الراحل الدكتور ( عبدالرحمن السميط) مشيداً بدوره في نشر الخير و السلام على مستوى العالم, جاء فيه: لم تسنح لي الفرصة أبداً للالتقاء برجل الاعمال الخيرية الكويتي الراحل الدكتور عبدالرحمن السميط, غير أني تمكنت في الأشهر القليلة الماضية من التعرف على هذا الرجل الاستثنائي و المميز.
وتابع: الحقيقة أن السميط جسد, كطبيب وكباحث إسلامي ورجل محب للخير, تقاليد الكويت في الكرم و الأهتمام بالناس عند الحاجة, وهذا ما دعا سكرتير عام الامم المتحدة بان كي مون للاعتراف بصاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد كقائد للإنسانية.
وأردف قائلا: اسس د.السميط منظمة إنسانية تُعرف اليوم ب (العون المباشر), غير أن هذه المنظمة تمكنت في أقل من 30 سنة بعد ذلك من بناء أكثر من 800 مدرسة, 200 عيادة طبية و أكثر من 200 مركز تدريب للمرأة.
ولفت إلى أن منظمة حفرت آلاف الآبار, وساعدت في إقامة الكثير من مشاريع الري والزراعة, بل ووزعت آلاف الأطنان من المواد الغذائية و الإمدادات الطبية في مناطق العالم التي ضربتها المجاعة.
وقال غيتس: لقد أتيحت لي الفرصة للتعرف على اعمال د.السميط, الذي توفى عام 2013, عند إعلان أمير الكويت عن جائزة الإبداع في عالم الصحة البالغ قيمتها مليون دولار أميركي.
ويُشار إلى أن غيتس عضو في مجلس أمناء جائزة الدكتور عبدالرحمن السميط للتنمية الأفريقية.
وتمنح الجائزة لأي مبدع أو مبتكر في مجال مكافحة الأمراض المعدية, او في تأمين الرعاية الصحية لملايين الأفارقة الذين يعيشون في فقر و بؤس شديدين.